29‏/3‏/2008

هل مفهوم المطلق وجودي منعكس ام ذاتي مستنبط ؟

ان اكثر المقولات تجريدا واعترافا بموضوعيتها - هي كلية الوجود.
ورغم ان الفكر الفلسفي المثالي يذهب بعيدا بالاعتقاد بان القوانين المنطقيه والافكار العقليه الاستنباطيه تحظى بوجود موضوعي سابق على المادة بتعريفها الفلسفي الا ان الفكر الديني بتصديقه للغيبيات واعتبارها نوع من الحقيقه - ورغم تفرعه عن الفلسفه المثاليه - فانه يذهب بعيدا لاعتبارالحدس الايماني شيء له صفة الموضوعيه والوجود الفعلي وفي بعض الاحيان يحاول التملص من تناقضه في هذه الدائره الكليه عن طريق اعتبار الوجود صفه لماهيه وليس ككينونة موضوعيه .وعلى شجرة المثاليه بالضبط يتم الالتقاء الفكري في الاصل بين بعض اللادينيين الذين يؤمنون باسبقيه غير ماديه على المادة وبين بعض اصحاب الفكر الديني الذين تكون لهم منطلقات موضوعيه .اما الاغلبيه من اصحاب التفكير الديني فانهم يرتكزون على المثاليه الذاتيه التي تعطي مفهوم الاسبقيه غير الماديه على الوجود تصورات ذاتيه محضه هي في الاساس انعكاس لصفات انسانيه بعد تضخيمها واعطاءها صفة المطلق .والتفكير الانساني(برايهم) هو الوسيله الوحيده للوعي . وحتى يستطيع هذا الفكر من تمييز موضوعه يكون مضطرا لتحديد الاخر بتناقضات الكينونه اوالصيروره. وهكذا يصبح الاخر قابلا للوعي عندما يتم وضع تمثله المنطقي بين الحدين. وحتى يستطيع الفكر المثالي من التوصل الى مبتغاه الاستنباطي يكون مضطرا لاكساب النقائض(المتضادات) صفة الكينونه الموضوعيه في دائرة الكليات الاساسيه .لهذا الغرض تكون كلية العدم في التفكير المثالي استنباط منطقي يحاول ان يصبغ عليه صفة الموضوعيه كمقدمه لتوحيد الوجود والعدم في كليه الكليات او المطلق - الازلي - الله .ومن وجهة نظر الماديه واحدث ممثليها - الشق الالحادي من الوجوديه - فان العدم ليس الا مفهوم استنباطي يلجا اليه التفكير من اجل التمايز وهو بهذا الشكل لا يمثل اي كينونه موضوعيه فعليه وتوحيد العدم مع الوجود في الكلي - المطلق ليس الا استنباط تحليلي فارغ يحتوي على النتائج في المقدمات ,وحجة الماديه ومنها الوجوديه ( الالحاديه) هو ان المقولات المثاليه والكينونات غير الماديه - كقواعد المنطق مثلا- لا بد لها من حامل مادي , بالتعريف الفلسفي وهي لا تستطيع - اي المفاهيم المعنويه - من الوجود في فراغ معلق مثل (الشيء في ذاته) لانها في مثل هذه الحاله تخرج عن دائرة تمايز الوعي وتصبح نوعا من الحدس او الاعتقاد او الايمان غير المبرر من وجهة نظر منطقيه .
في بعض الاحيان يحاول فلاسفة الدين من استخدام النتائج الفلسفيه للاكتشافات العلميه لتجييرها لصالح دعواهم مرتكزين على امرين
1- مبدا السببيه او ( العليه).
2- مبدا الغائيه .
والسببيه هي مبدا عقلي منعكس عن واقع تفاعلي بين كينونات جزئيه متداخله بسسب الحركه التي هي صفه اساسيه للماده والتفاعل يكون سببا في اعادة التشكيل لهذه الكينونات الجزئيه - اي ان السببيه تقتضي وجود الانفصال والترابط العلائقي ( اي في علاقه)وبنفس الطريقه يمكن التوصل الى ان التغير في الكينونات عن طريق التفاعل الذي يحدث بواسطة الحركه سوف يؤدي الى تغير التنوع الذي هو اساسا تعبير عن الجزئيه .ولذلك فان محاولة العقل لنقل المبدا العقلي للسببيه او الغائيه من دائرة الجزئي الى دائره الكلي (ألوجود في الماديه) هو محاوله للعقل لتخطي حد التمايز والقفز وراءه بشكل غير منطقي.
وحتى اعطي مثل تقريبي عن محاولة فعل ذلك في الرياضيات, فان عملية الجمع البسيطه بين الاعداد تظل صالحه ومعتبره وصادقه مادامت الاعداد بين الصفر وال مالانهايه ,اما ان تقول بان حاصل جمع ال مالانهايه و عدد اخر وليكن 5 هو مقدار جديد معين يساوي مالانهايه زائد 5 فليس هذا الا كلاما سفسطائيا غير معرفا- لان المالانهايه حد ال لا تحدد المعرفي ,هذا من جهه ومن جهة اخرى فان استخدام مبدا السببيه يتناقض مع مبدا الغائيه اذا ما حشرا في كينونه كليه مصمته(متوحده)فالغائيه ليست الا سبب جاذب اما السببيه فهي سبب طارد حتى ان البعض يستغني عن الغائيه والسببيه معا بالعليه حيث تكون العله شرطا للمعلول قد يكون سابقا وقد يكون لاحقا.
والان - مره اخرى الى السببيه او ( العليه) كما اسلفت فان التفاعل يعني الحركه والتداخل .فهل هناك تفاعل ( تداخل ) بين الاله و الوجود ؟ان كان كذلك فان صفه الاله الكلي تتحول الى النقيض - لان الاله يكون في مثل هذه الحاله منظومه جزئيه متخارجه مع الوجود وفي نفس الوقت متفاعله معه وتربطهما ( اي الوجود والاله ) الحركه !فهل يجوز ذلك بالاستنباط المنطقي .... لا اعتقد ذلك !وفي هذا السياق نكون في موقف جبري للتفكير في صفة الوجود الاساسيه .... وهل هو نظام مفتوح ام نظام مغلق؟
كل المفاهيم المنطقيه تعبرعن قضايا تتحدد بمقدرة العقل البشري على التمييز في حدود التناقض باستثناء قضايا كليه معدوده مازالت مطروحه امام الفكر البشري ولم يحظى الجواب عليها بصفة اليقين .ففي الجزئيات ( الانسان مثلا) تكون الانظمه كلها مفتوحه اي انها تؤثر وتتاثر بغيرها عن طريق العلاقات الرابطه لها في الوسط وهذه الانظمه على نوعين - فاما ان تكون متزنه كما هو الحال في الحياه او غير متزنه كما هو الحال في النظام المفتوح عند لحظة التغير ( مثال ذلك الحياه عند الوفاه او السحاب عندما يبدا هطول المطر وما شابه ذلك)اي ان هذه الانظمه واثناء وجودها تتفاعل مع مؤثرات خارجيه تحاول ان تغير من مضمون نظامها وعند محاولة تطبيق مثل هذا الوصف للنظام المفتوح على الوجود نكون مضطرين لالغاء الوجود بكيفيته الموضوعيهبسبب افتراض وجود المؤثر الخارجي المعلق في الفراغ , وحتى مع عدم وجود منطقيه في كينونة المؤثر الخارجي , فان التاثير في النظام المفتوح يدل على علاقه توسطيه بين المؤثر والمتاثر كما هو الحال في الانظمه ذات الوجود الجزئي - مثل الانسان-فهل يقوم التفكير الديني دائما بعملية التشابه بين الانا الجزئيه والذات المثاليه الكليه. هل وكاننا نبحث عن اسقاطية تشابه المثلثات كما في الهندسه الاقليديه ؟لا اعتقد باننا يمكن ان نطرح تجريد مادي اعلى مرتبه من الوجود - اي ان النظام عند هذا التجريد المادي لا بد له من ان يكون نظاما مغلقا- ولوكان غير ذلك, لاصبح وجوده جزء من وجود اخر .....!اما اذا اردنا ان نطبق النظام المفتوح على الوجود الحقيقي الموضوعي وفي نفس الوقت على الوجودالحقيقي الذاتي للمثل (الاله) فسوف نناقض انفسنا مرة اخرى بافتراض العلاقه مع اخر غيرهما.
الانفجار الكبير
يذهب اصحاب التفكير الديني الى القول بان الكون حادث, انطلاقا من نظرية الانفجار الكبير ومعنى (حادث) ليس الا تعبيرا مشوها للتغير في النظام ثم يقفزون الى استنتاج منطقي حول الحدوث اي( التغير) وينسبوه الى مصدر خارجي !ونحن نعرف تماما انه في المستوى الكلي للتجريد فان الحركه مصاحبه للكينونه اي ان التغير هو الاصل وليس السكون النسبي الذي يمكن تصوره في العقل في حالة عزل الجزئي عن روابطه التخارجيه وتناسي ترابطه الداخلي .وهناك الكثير من الامثله المنظوره في هذا المجال ,فالنجوم مثلا تكون محتوياتها في تغير دائم نتيجة التفاعلات المستمره الامر الذي يؤدي بالنجم الى الانفجار كسوبر نوفا ( عملاق احمر) او الانكماش الى نجم نيتروني قابل للتحول الى ثقب اسود ,فهل هناك مؤثر خارجي يسبب انفجار النجم او انكماشه ؟
اما عن الكون فان حالة ( السنغولارنست) لم تكن الا نوع من النظام المتجانس فكيف نستطيع ان نعمم مفهوم الانتروبي عليه ككليه تجريديه اي كوجود موضوعي حقيقي ؟
الانتروبي هي وصف لحالة نظام يسير نحوالتحلل تدريجيا ( او دفعه واحده في لحظات الانقلاب) ليصل الى حالة التجانس ,فهل كان هناك نظام ( اي تمايز كبير في حالة ال سنغولارنست للكون) ؟لا لم يكن كذلك فبعد النفجار الكبير وهذا ما نستطيع ان نتعرف عليه بواسطة العلم , لم يكن هناك الا الطاقه ,,,, اي ان الانتروبي لم تزدد بالمقياس الكوني الا اذا اعتبرنا الكون واحد من مجموعة اكوان شذ فيها كوننا عن الحاله السائدة لما قبل الانفجار الكبير وهو بذلك يكون نظاما مفتوحا في وجود ذو نظام مغلق هو الوجود وعليه يكون الانفجار هو تفاعل ناتج عن الحركه في نظام مفتوح يكون جزء من نظام مغلق هو الوجود ولا مكان للمؤثر الخارجي الا في الذات المفكره التي اخترعته ,وحتى النظر الى الكون الحالي كنتيجه للانفجار الكبير فلن يكون الا كحصيله لتفاعل الكينونه الوجوديه الجزئيه للنظام المفتوح مع الخواء . والنتيجه تحول نظامين مفتوحين الى ثلاثه (3) احدهما كوننا الحالي كحاله انتقاليه - اي ان الانتروبي في النظام الكلي ليس لها من تحقق بسبب الزياده في التعقيد --- الانتقال الى 3 انظمه بدل 2 .
يرتكز الفكر الديني على مقولة ان الكون نظام مغلق تغير ويتغير بواسطة مؤثر خارجي هو الاله ! اليس ذلك دليلا على الاغراق في الذاتيه التي تميز الفكر الديني باسقاط ال ( انا ) الذاتيه على مفهوم الاله الاستنباطي !
لماذا يفترض الفكر الديني ان حالة الكون في ال (آن) الحاضره هو الحاله المثلى
الافتراضيه "؟
الايدل ذلك على سيطرة الشعور الذاتي على كل مقياس موضوعي ؟
وهذا الفكر ينطلق في استنباطه العقلي في الحكم على الكون من وجود شروط طبيعيه على الارض في لحظه حاضره واعتبارهذه الشروط هي المثلى, وان القياس يجب ان ينسب اليها - اليست تلك ذاتيه محضه؟
هل تزايد الانتروبي في الوجود هو مقياس ذاتي ام موضوعي ؟لنفرض اننا بدانا بلحظه بعد مرور عدة ثواني على الانفجار الكبير هل حالة الكون عندئذ كانت ذات انتروبي اقل ام اكثر؟عندها لم يكن الانسان موجودا كنظام , بل كنظام ذو تركيبه اعلى عاقله , ومع ذلك فالفكر الديني يقول بان الانتروبي الان تزيد كثيرا عن تلك الحاله في الوقت الذي يحتج فيه بالغائيه على وجود الذات العليا المؤثره في الكون والتي بلورت زيادة في الترتيب !الا تريدوا معي ان تروا مقدار الذاتيه في الموضوع ! لقد كان الكون في تلك الحاله في بدايه عهده بتشكل الماده - ليس بمعناها الفلسفي وانما بوصفها الفيزيائي وعندها لم تكن الا البدايه لتحول الطاقه الى اولى الجزئيات الاوليه بعد زياده اطوال الموجات ونقصان الامبلتودا الخاصه بها - اي باختصار حدث ويحدث تحول بالشكل للكينونات الوجوديه .وفي فتره لاحقه استطعنا ان ندرك ان التحول في اشكال الماده ( بالمفهوم الفلسفي) قد ادى الى انبثاق كينونات وانظمه هي نفسها متغيره بفعل الحركه .ففي كل يوم نشهد ولادات جديدة للنجوم واضمحلال لها بعد عمر معين حيث يموت النجم اما بالانفجار كعملاق احمر او بالانكماش الى نجم نيتروني قابل للتحول الى قزم ابيض وفي النهايه يمكن الى ثقب اسود.ومع ذلك فان العمليه التركيبيه التي تتمثل في زيادة التعقيد تخترق الحاجز الذي يمكن ان يقف امام الحركه في هذا الكون - الوجود.
لاحظ معي ان تعقد المادة الفيزيائي ادى الى تشكل العناصر الكيميائيه التي اخذ تركيبها التعقيدي بالتثاقل مما ادى بالحركه الى القيام باختراق تركيبي اكثر تعقيدا وذلك بالتحول الى التركيب الجزيئي ,وفي مراحل لاحقه الى انبثاق الحياه ! فعندما اصبح الاستمرار في زيادة التعقيد على المستوى النووي متعذرا - انبثق التركيب الجزيئي- والتركيب الجزيئي كان البدايه لما وصلت اليه الماده الفيزيائيه من تعقد وصل الى مستوى الفكر في الانسان العاقل, ولكن ذلك لم يكن نهاية المطاف, فلا بد للحركه من تحول المنظومة مما يؤدي الى انبثاق في النظام اكثر تعقيدا عندما تصبح الزيادة في تعقيد التركيب في الحياة المفكره امرا متعذرا.
متى سيحدث ذلك؟
لا احد يستطيع ان يحدد الزمن .ولكن القانون الحركي سوف يفعل فعله في المستقبل - وقد يكون قريبا - عدة مليونات من السنين ان لم يكن اقل !لذلك فمن وجهة نظر ذاتيه قد نتفق على مقياس الانتروبي لانها مرتبطه بالانسان والنظام الجزئي - اما بشكل موضوعي بعيدا عن ذاتيتنا فلا نستطيع القول الا بان النظام العاقل المستقبلي هو تركيبه اكثر تعقيدا منا واعلى مرتبه من تجريداتنا وهو بذلك يمثل انتروبي اكثر من حالتنا الحاضره بوصفنا سوف نتراجعز هذا اذا لم ننتهي كنظام بيولوجي عاقل بمستوانا الحالي.
بعد هذا الموجز - هل تستطيع ان نقول عن اي حاله بانها تفضيليه من وجهة نظر موضوعيه؟ لا استطيع ان اؤكد ذلك الا من وجهة نظر ذاتيه محضه ! فهل الحركه التي ينتج عنها تغير الانظمه هي من الداخل ام من الخارج بالنسبه لهذا الوجود - ولا اقول الكون , لان هناك امكانيه معتبره بوجود اكوان متعددة ! بهذا الوصف ارى ان الوجود نظام مغلق في الوقت الذي يمكن للكون فيه ان يكون نظام مفتوح وهذا ليس تلاعبا بالالفاظ بقدر ما هو استنتاج اولي حول وجود اكوان متعدده .
استدراك

- القضيه الرئيسيه في النقاش هي تناول الفكره المركزيه حول طبيعة الكلية التجريديه الاعلى مرتبه في الفكر - الا وهي الوجود . ومع ما يصاحب هذا الطرح من ايمان الفكر الديني (*) بان العله الاولى هي فكره محضه عاقله وهي متخارجه عن الوجود ولها اسبقيه منطقيه عليه - لان النقاش حول هذا الموضوع هو المفتاح الاساسي لما غيره من مواضيع.
والان الى الموضوع
ينطلق الفكر الديني من مسلمه اساسيه تقول بان العالم حادث ويتابع استنباطه التحليلي ليقول بان لكل حادث محدث ( ارتكازا على مبدا السببيه ) وعليه يكون العالم برأي - الحدس الديني -محتاج الى مسبب يطلق عليه مفهوم الاله (الله)ثم يتابع الفكر الديني استنباطه العقلي بالقياس على الذات المفكره الانسانيه ليقول بان الاله عله عاقله لها هدف محدد يمكن استجلاءه بملاحظه الترتيب او التنظيم في العالم - وهو اختصارا ما يمكن ان نطلق عليه مبدا الغائيهكيف يتوصل مثل هذا العقل الديني لهذه النتيجه ؟ نحن نعلم ان الوعي الانساني يقترن بتمييز الذات عن الموضوع فقبل هذا التمايز لا يوجد وعي لانه لا يوجد تفكير اصلا وكل ما هنالك ليس الا انعكاسات شرطيه غريزيه تنبع من الطبيعه الحيويه للكائن الحي غير المفكروعندما يبدا التمايز بين الذات والموضوع تبدا الانعكاسات الصوريه بالتوارد الى الذهن حيث يصبح الاخر تعبيرا عن كينونه خارجيه لها مفهوم في الوعي كصوره لهذا الاخر - والصوره هذه بطبيعتها متحركه تسعى الى الكمال والكليه لانها تعكس اخر متغير لا متحدد . يحاول التفكير من بناء مفهوم متكامل له عن طريق الاستنباط العقلي بواسطة التحليل والتركيبغير ان التحليل يقوم بتفصيل المكونات المنعكسه الى اجزاء قد يخطيء عند تركيبها مره اخرى بقصد التجريد للوصول الى تعميمات وتجريدات فكريه تساعد هذا العقل للقيام بعملية الاستقراء , التي تكون نوعا من التنبؤ لزيادة المعرفه وتوسيع دائرة الوعي لتشمل افاق لا تستطيع التجربه من اختبارهاومن المهم ان هذه العمليه تحتوي على مفاصل غايه في الاهميه وتحتاج الى تقييم مستمر من العقل نفسه على ضوء القواعد المنطقيه المتحصله لان النتائج التي يمكن ان تتمخض عنها تكون في غاية الاهميه لما يترتب عليها من نتائج مصيريه لهذا العقل الذي يعتمدهاوالان هل كل الاستنباطات العقليه يمكن ان يكون لها كينونه وجوديه موضوعيه وفعليه ؟للاجابه على هذاالاستفسار وتقصي الصدق في الاستنتاج , لا بد لنا من مناقشة بعض المفاهيم الاساسيه ولنبدا بكلمة حادث لنري انها شكل مشوه مقصود للتغير الذي يصاحب الصيروره . فعند الرجوع الى اعم الكليات المنطقيه تجريدا نجد ان الوجود وليس العالم او الكون هو المفهوم المنطقي الذي يكتسب اعلى مرتبه من التجريد الموضوعي , الحقيقي , والفعلي او المتحقق . والماده (بتعريفها الفلسفي ) هي جوهر الوجود اما الحركه فهي الخاصيه الملازمه لها وحتى لا يتبادر الى ذهن البعض اي خلط حول مفهوم الماده , ارى لزاما على توضيح تعريف الماده بمفهومها الفلسفي بانها كلية تجريديه لها وجود موضوعي يمكن ان ينعكس الى الذات العارفه - ومن امثلتها الماده الفيزيائيه والطاقه والمجالات والعلاقات الترابطيه بين مكوناتها .....الخوالان .. هل كلمة حادث يمكن ان تنطبق على كلية الوجود ام انها صفه للتغير الذي يطرا على الماده بواسطة الحركه الذاتيه !ما اراه هو ان التفكير الديني ( ومنه الاسلام طبعا) يقوم بملاحظة التغير في اجزاء الوجود نتيجة التفاعل المستمرلمكوناته الجزئيه ثم يقوم بمغالطه منطقيه واضحه عن طريق اعادة صياغه لفظيه لمفهوم التغير الناتج عن الحركه ليعطيه وصف الحدوث . ثم يحلق بعيدا في ذاته لينقل المفهوم من دائرة الجزئي المعتاد للملاحظ البسيط الى دائرة الكلي المتعقل بواسطة التجريد وتغيير الالفاظ لا يقتصر على المغالطه الفكريه هذه وانما يتضمن مسكوت عنه - محدث بكسر الدال . وعندما يريد ان يعرفه يقول بانه واجب الوجودنعم يفطن مثل هذا الفكرالديني وينتبه الى تناقض استنتاجه - بواجب الوجود - اي ان هذا الواجد او المحدث على حد تعبير الدين غير موجود بالفعل وليس متحقق وانما واجب اي ممكن !ولكن ما هي الطريقه او الاسلوب الذي يجعل هذا الفكر ينزلق الى مثل هذه النتيجه ؟في مطالعات لي مختلفه لبعض المقالات لاصحاب الفكر الديني وجدت ان المبرر الاولي يتلخص في استخدام مبدا السببيه !اما المبرر الثاني فهم اللجوء الى ما يسمى بالغائيه ولنحاول ان نلقي الضوء على هذين المبدأين في الحياه العاديه كثيرا ما يلاحظ المرء تغير الكينونات وانتقالها من حال الى حال . وهذا التغير يكون ناتجا عن علاقة ترابطيه بين مكونات جزئيه تؤثر في بعضها البعضوحتى نصف التغير يقوم الفكر باحتواء العلاقات بين الشيء والاخر وتاثيرها المتبادل ليستنتج ان كينونه حاليه ناشئه عن اخرى سابقه وسوف تتبعها كينونه ممكنه , والتغير هذا نحيله الى مبدا عقلي صحيح هو السببيه كما يمكن وصف الامكانيه غير المتحققه بانها غايه سوف تؤول اليها الكينونه الحاليهوعندها نلاحظ اهميه التخارج بين الكينونات الجزئيه حتى نستطيع تطبيق السببيه عليها والفكر الديني يقوم بتطبيق هذا المبدا ( السببيه) الذي ينطبق على الجزء على كلية الوجود - ليتضمن ذلك بشكل مسكوت عنه علاقة التاثير المتبادله بين الاجزاء وكانه دون ان يصرح بذلك - يريد القول بان الوجود جزء والاله ( الله) هو الجزء الاخر وهناك علاقه تاثير متبادله على الاقل من طرف واحد تجاه الوجود - بل يلجا بشكل سافر في بعض الاحيان الى القول بان العدم - هو كلية منطقيه منعكسه عن وجود موضوعي متحقق بجانب الوجودوالدليل على ذلك انه يلجا الى صياغه لفظيه منتقاه في بعض الاحيان مثل .......( كيف اوجد الكون ذاته من عدم ؟ )الا تلاحظوا معي بان السؤال يحتوي على المغالطات التاليه- افتراض الحدث والسؤال عن الكيفيه- يتكلم عن الكون وهو وجود فيزيائي ويستبدله بكلية الوجود المنطقيه ثم يستعمل فعل (اوجد)- ثم يقرر ان هناك عدم ليس بالمفهوم المنطقي ولكن ككيان فيزيائي نتيجة مصاحبته لمفهوم الكونهذه بعض من المغالطات الفكريه التي يقوم الفكر الديني باستنباطها كما يقوم الانسان باستنباط حورية الماء او الجان او الملائكه اوغيرها من الكينونات العقليه التي تحتاج الى تقييم ليس هذا فحسب بل ان مثل هذا التفكير يبتعد شططا ليقول ان التراكيب الفكريه التي تبدو في الحلم ليست الا صور حقيقيه واقعيه فعليه وهي جزء من علاقة الفرد بالكلي المطلق الازلي او اللههل نستطيع ان نستحضر بعض الامثله على التغير بما لا يفيد التخارج حتى في الجزئي .؟نعم .... فعند البحث في العناصر النشطه اشعاعيا , نجد ان هذه العناصر تقوم باطلاق اشعة الفا او بيتا او جاما بعضها او كلها حسب العنصر المنظور فهل هناك مؤثر خارجي على تلك العناصر للقيام بهذا النشاط ام ان ذلك من طبيعتها ؟واذا ما نظرنا الى النجوم فسوف نلاحظ التغير الذاتي الذي يؤدي الى تحول النجم الى قزم ابيض او انفجاره كعملاق احمرفاذا كان هذا التغير- وامثلته كثيره - يحدث في الجزئي فكيف لنا ان ننقلب على كلية الوجود ونفترض سبب التغير الداخلي في مكوناتها وجود فاعل متخارج عليها , وله صفة الوعي . بل له اسبقيه منطقيه قد تكون فعليه عند البعض !وعودة الى الغائيه المتوضعه مع السببيه في كينونه متوحده حيث نجد ان الغايه هي سبب جاذب متقدم على الحدث في الوقت الذي يكون فيه السبب طارد وسابق على الحدث اي ان السبب والغايه ليسا الا تعبير عن مفهوم واحد اطلق عليه مفهوم العليه وهو مرتبط بالامور الجزئيه التي تقع ضمن كلية الزمان المنطقيه , وهذا يعني ان الاله في المفهوم الديني هو السبب والغايه لهذا الوجود اي بمعنى انه سابق كسبب ولاحق كغايه فهل هذا ممكن ؟اما القيام بسحب مفهوم العليه على الوجود فلن يكون الا واحد من اثنين1- اما ان يصبح الوجود مقزما ليدخل في دائرة الزمان2- او ان يتضخم مفهوم الزمان ليحتوي الوجود في داخلهولكن الادهى والامر من ذلك هو تخارج كلية الكليات المنطقيه او الاله( الله) وتبادله التاثير مع الوجود ولو باتجاه واحد اما عن التنظيم والترتيب فاستطيع ان اقول بان الماده تتفاعل بين مكوناتها بفعل الحركه الملازمه لها ونتيجة التفاعل يؤدي الى زيادة في التنوع تكون نتيجته انحلال في كينونه وزيادة في التعقيد في كينونه اخرى لكن التجانس لن يحدث بالمقياس الوجودي لان ذلك يعني احاطة الماده الفيزيائيه بالوجود وهذا غير ممكن منطقيا بان يحتوي الجزء على الكل بمقياس حجمي.


ألصدفة والمصادفة في التفكير اللاديني

يبدو ان عنوان الموضوع " الصدفه والمصادفه في التفكير اللاديني " قد فتح شهيه الجميع الفكريه لتناول مفهوم الصدفه والانطلاق الى رحاب اوسع لطرح المرتكزات الفكريه والاهداف النهائيه للمنظومات الفكريه المتناقضه - الفكر الديني في مقابل الفكر العلماني.
وعند تتبع الردود المختلفه والمداخلات القيمه للزملاء الاكارم , ارى من الواجب الاشاره الى اختلاف البدايات وتنوع القياسات عن نقطة ارتكاز مشتركه , فتاره يكون القياس بالنسبة للذات المفكره الجزئيه , وفي حالات اخرى يتم الارتكاز الى تعين الموضوع الخارجي او الاخر , واخيرا يتم اللجوء الى نقطة ارتكاز كليه لها مفهوم تجريدي مطلق هو الذات الالهيه وفي الدائره الاولى للقياس يتم تناول الموضوع من وجهة نظر معرفيه تعبر عن محدودية الاحاطه بقانون السببيه الذي يمكن ان تستخدم الحتميه للوصول الى نتائج قطعيه في عملية الاستقراء الانسانيه.ورغم ان احدا لا يقول بالمعرفه الكليه الا ان حصر الظواهر البحثيه في مجال معرفي محدد دون اللجوء الى المتغيرات الخفيه هو الاسلوب العلمي المتاح لتحصيل فهم ادق للظاهره موضوع البحث , لان الاحاطه الكليه بجميع السلاسل السببيه ونقل ارتباطها النسقي من المستوى العملي الى مستويات نظريه وجوديه لن يكون الا امعانا في الانكفاء عن الدراسه الجديه بدعوى نقص المعرفه الانسانيه ,وعندما تاتي النتائج المخبريه والابحاث العلميه بنتائج غير مرتبطه سببيا في نطاق التجربه المحدده , يتم الالتجاء الى توسيع دراسه العوامل والمؤثرات الجانبيه للوصول الى معرفة النتائج المخبريه من اجل تحصيل معرفه استقرائيه اكثر دقه .وعند تكرار التجربه مرات ومرات دون الوصول الى نتائج متطابقه , عندها يتم البحث في الاحتمالات الرياضيه التي تكشف جوانب الانظمه العشوائيه والتي نطلق على نتائجها التي لا تنتظم في قانون معين بالصدفه .هذا المفهوم للصدفه يتفق على تسميته بالمفهوم ( الابستمولوجي ) المعرفي .وهو تعبير عن قصور ادوات المعرفه في دراسة الظاهره في لحظة ال (ان) الراهنه ,غير ان هذه العوامل السابقه وظروف الامكانيات المتوفره تكون سببا في تبني اصحاب الفكر الديني لراي معارض نافيا للصدفه ولاغيا لها بشكل كلي لصالح مفهوم الغائيه والعنايه الالهيه حتى في ابسط الظواهر الطبيعيه بعد ان يتم الانتقال بالفكره الى نقطة ارتكاز عقليه تتناول التجريدات المنطقيه وترجع الاحداث الى ذات عليا افتراضيه .
ومن الواضح ان الحوار حول مفهوم الصدفه يؤدي بالضروره الى البحث في الاتساق المنطقي للمذهبين المتضادين - الديني وال العلماني .
المذهب العلماني ينطلق من اساسيات واقعيه تعتمد على التجربه والممارسه والاختبار العلمي ليرتقي في بناء معرفته العقليه الاستنباطيه على اساس من الاستقراء المبني على ترابط العلاقات الفعليه للوصول الى المفاهيم التجريديه الكليه لكن التفكير الديني - في مقابل ذلك - ينطلق من مسلمه افتراضيه فوقيه تبتعد عن دائرة العلم لتبدا من دائرة المنطق العقلي دون ان يكون لها تسلسل تركيبي يبدا من التجربه او الممارسه العلميه وهكذا يتبين ان الحوار حول مفهوم الصدفه , يؤدي بالضروره الى بحث الانساق الفكريه التي تحاول التوصل الى تجريدات منطقيه كليه ,وعليه اود ان الخص بعض الاساسيات التي سوف يتم تناولها بالبحث والنقد , مع الاشاره الى عدم تقطيع الردود المختلفه للزملاء الكرام بواسطة الاقتباس من اجل التعليق على جمل او عبارات مع ضرورة الاشاره الى اصحابها حتى لا يختلط الامر , واهمها :
- نفي مصطلح مفهوم الصدفه ( الزميل ديني) ونقل نقطة الارتكاز الى الذات العليا الالهيه بعد ان يتم استبدال امكانية التقاء نتائج تفاعل الروابط السببيه لمنظومات الطبيعه الفعليه بمصطلح مفهوم الغايه او العنايه الالهيه
- البحث في الانساق الفكريه للبناء المنطقي الفكري للفلسفات المتعارضه ( ديني) للخلاص الى نتيجة عدم امكانية البرهنه المنطقيه اليقينيه حول صدق الحكم على المنظومات الفكريه بشكل قاطع الامر الذي يعني تعادل حكم الصواب لها جميعا حول مفهوم الغايه - ال لاغايه مع الاقرار بوجود تناقض نسبي في كل نسق فكري لا يمنع صاحبه من التقليل من حكمه الصائب عليه ( وهذا ما ارتاح اليه الزميل (علماني) كنوع من الاعتراف بالاخر - دون ان يؤيد ذلك منطقيا )
- الارتداد الى الحياه الواقعيه ومقارنة النتائج المترتبه على الانساق الفكريه المختلفه للحكم على صدقها وصحتها من وجهة نظر نفعيه انسانيه ( وهو موضع خلاف لاحق)
- ترجيح اصدقية منظومه فكريه على اخرى بالاعتماد على امكانية الوصول الى اجوبه ظاهريه شبه يقينيه في دائرة التجربه والقياس والاختبار العلمي للمسائل الكبرى في المعرفه الانسانيه بعد تلبيس الجواب الميتافيزيقي للفكر الديني صفة القطعيه والصواب عن طريق انتساب الاحكام الانسانيه الى مفهوم الذات العليا الالهيه وفي هذا المقام اريد ان انبه الى مغالطه فكريه معتاده من قبل الفكر الديني , تقوم بالباس الفكر الذاتي الانساني الذي يحقر العلم المحدود في ال( الان) الزماني ثوب الهي ومقابلته مع ايمان بعلم قطعي الصواب ,كامل الصدق , مطلق الدلاله , لا يلتزم بمقولات الزمان والمكان يقول الزميل الكريم (ديني) في معرض حواره مع الزميل الفاضل ( علماني) بان نسبيه الصدفه , هو خروج الكلام بالمساله الغايه\ ال لا غايه الى افاق الخيارات الميتافيزيقيه .وهذا يدل على ان الزميل الكريم يجهد في نقل موضوع الصدفه من المستوى الابستمولوجي الواضح المعارض للعنايه الالهيه الى دائرة الاستنباط العقلي في المستوى الوجودي , الامر الذي يدل على رغبه شديده في نقل الموضوع المحدد القابل للمعرفه اليقينيه الى افاق عدم التحديد الميتافيزيقيه على العموم فان البحث في (الصدفه) كان مدخلا للولوج الى تناول مجالات اخرى مترابطه هي :
- مجال البحث العلمي والتجربه الانسانيه والممارسه الفاعله.
- مجال الاستنباط العقلي والبناء الفكري للتجريدات المنطقيه ,من هنا كان التفصيل اللازم لتناول صدق الحكم حول الانساق الفكريه التي تتناول القضيه الاساسيه حول الاسبقيه المنطقيه لما هو في دائرة الوجود.
وقد تناول الزملاء الكرام طرق البناء الفكريه للانساق المنطقيه والوسائل النقديه لبحث مفهوم الغايه\ اللاغايه كتعبير عن تغليب فكره الاسبقيه المنطقيه للموجودات. اتكون للفكره المحض ام للماده كتعبير عن القضيه الاساسيه للدائره الكليه في التجريد العقلي , وهو موضوع القضيه المركزيه في الفلسفه عن طبيعة الاصل او الجوهر , الاسبق منطقيا والثابت فكريا .وعند ولوج العقل الى هذه الدائره الكليه , لا بد للاستنباطات العقليه من الارتكاز على المقدمات المنطقيه التي تتحصل من المعارف العلميه والبديهيات المنطقيه غير ان الارتحال عن دائرة المعرفه اليقينيه الجزئيه والولوج الى دائرة المنطق الاستنباطي يصاحبه تغير في الوسط واختلاف في التطبيق لما هو معتاد من قياس , مما يتطلب الامر اعادة النظر مع فحص وتمحيص لكل خطوه يقوم بها العقل في هذا المجال.
و نحن نعلم ان الاستنباط يكون على نوعين اما تحليلي فارغ لانه يتضمن النتائج في المقدمات وهو ما اشار اليه الزملاء الكرام , عدا عن عدم امكانية البرهنه على صدق نسق فكري معين من داخله , الامر الذي يعني ضرورة الخروج من النسق المقصود الى نسق مغاير , او اللجوء الى مستوى تجريدي اعلى يكون محتويا على النسق الاقل تجريدا - المقصود .ولذلك ومن اجل الحكم , نجد انفسنا مضطرين للخروج الى نسق اخر من نفس المستوى التجريدي , او التحول الى مستوى اعلى يتضمن النسق التجريدي الادنى مجال البحث ..... وهو امر يؤدي الى تسلسل لانهائي غير ان الامر في حالة الاستقراء ,يقوم على الاكتفاء بجزء معرفي معتبر للظاهره مدار البحث ثم نقوم باستخدام التعميم على الكل الاستنباطي لتلك الظاهره ,, وهذا يعني امكانية التوصل الى معرفه حقيقيه دون بلوغ اليقين في صدق الحكم .
ونتيجه لم سبق من تحليل عن طرق الاستنباط العقلي نخلص الى نتيجه مفادها : وجود استنباط تحليلي يبنى على مسلمه افتراضيه تكون نتائجها تحليليه متضمنه في المقدمات ينطبق عليها من الحكم ما ينطبق على مقدماتها . ووجود استقراء يعتمد على معرفه يقينيه في امور جزئيه لظاهره ما , يبني عليها العقل نتائج تعميميه تفيد في عملية التنبؤ المستقبليه في الحياة العمليه رغم انها لا تتمتع بيقين مطلق .من هذا يظهر ان الحركه بين حدي التناقض ممكنه , لكن الجمع بين الحدود في الكليات التجريديه الاساسيه غير ممكن. لان الوعي مشروط بالتناقض . والوصول الى مفهوم المتوحد ليس الا مخالفه لامكانيه التمييز ,لانه خروج على حدود ادراك الوعي .لكن لماذا يطلب العقل النظري التوحد ويسعى اليه؟-والجواب بكل بساطه لان الحركه هي صفه اساسيه لمحتوى الوجود ومن ضمنه التفكير . وسوف يبقى العقل مجدا في طلب الحدود في محاوله دائبه لاحتواءهما.ومع ذلك فان التفكير عند هذه المحاوله للقفز خلف الحدود , يدخل في تناقض مع ذاته, بسبب عدم قدرته على التمييز في الكليه المفترضه المتوحده.
ما العمل ؟في مثل هذه الحاله يرتد التفكير الى نقطة ارتكازه(مسلمته) التي بدات خارج التجربه والممارسه والعلم في محاوله لاعطاءها صفة المطلق كنوع من الجواب الشافي لما يسعى اليه العقل النظري .ومن هنا يصبح من الضروري للعقل العوده الى المعلومات العلميه والاستنباطات الفكريه الجزئيه لقوانين المعرفه البشريه من بديهيات ومفاهيم قياسيه من اجل التاكد من ترابط الاستدلال وعدم الوقوع في التناقض .وعلى العموم فان محاولات الزملاء الكرام لتوضيح الاراء كانت محصوره في منهجين- المنهج الديني للبناء المنطقي وهو منهج يعتمد على الحدس الايماني وله نقطة ارتكاز ميتافيزيقيه- المنهج اللاديني للبناء المنطقي ( المادي) وهو يعتمد على العلم والتجربه والقياس كنقطة ارتكاز واقعيه ,وحتى تكون الامور اكثر وضوحا والنقد اكثر بيانا لا بد من تناول افتراقهما للحكم على صدقهما.
ينطلق التفكير الديني في محاكمته الصوريه لانعكاس الحقيقه المعرفيه من الموضوع الخارجي ( الاخر) الى الذات المفكره ( الانا) من مسلمه اساسيه ترتكز على الامور التاليه .- ان المعرفه العقليه التي تحكم عملية التفكير البشريه لها استقلاليه ذاتيه عن الحامل المادي الذي يستخدمها وهو الدماغ البشري حتى ان مثل هذا المنهج يذهب بعيدا في تعميمه ليقول بان القواعد المنطقيه والمفاهيم الفكريه هي التجريد الاعم والفكره الاوضح للوجود من حيث اسبقيتها المنطقيه على ما عداها وحين تتناول مقولاتها الاستنباطيه التجريد العقلي الاعم فانها تخلص الى مقولة الفكره المحضه ( الله , الخالق) الذي يعتبرون بان له اسبقيه منطقيه على الكون بوصفه واجب الوجود , ثابت ازلي مطلق وعندما يبدا هذا المنهج في توضيح فكرته التجريديه هذه , نراه يلجا الى اسباغ المقولات التعميميه والتفاصيل النظريه للصفات الانسانيه بعد تجريدها واعطاءها صفه الاطلاق ليلصقها بعدئذ بفكرة الاله , وعليه يكون الاله في المفهوم الديني هو المطلق الازلي الكلي ...سميع عليم , رحمن رحيم , عادل قيوم عظيم , حي لا ينام ..... الخ.
نظره سريعه لهذه الصفات التوضيحيه للذات الالهيه تبين ان احتواء المطلق على الصفات الايجابيه فقط هو اسقاط للانصاف الاخرى للمتضادات التمييزيه في الفكر البشري وهو يدل بكل بوضوح على انتقائيه الغرض وابعاد للعرض الذي لا يليق بمفهوم الجلاله . وهذا يؤدي بالضروره الى تضاد وطرد للمفهوم , واعتراف مبطن بعدم صحة استخدام نفي النفي في توحيد الكليات المنطقيه التجريديه ( الوجود والعدم) , (المتغير والثابت ) المطلقين .
فالذات الالهيه بوصفها مفهوم تجريدي متوحد يجمع متناقضات من مستوى تجريدي ثنائي اعلى الى مستوى هو الاكثر تجريدا بتوحده يكون مناقضا لمفهوم التخارج مع الاخرومع ان هذه المحاوله العقليه مبرره من وجهة نظر منطقيه لانها تعبر عن الحركه الفكريه لاحتواء المتناقضات وتوحيد المتضادات , الا ان الطبيعه الذاتيه للادراك تتطلب وجود التمييز وعدم الانزلاق خلف حدود العقل في المتناقضات عندما يكون احداها سلبي استنباطي وغير حقيقي . وعليه فان محاولة الجمع التوحيدي السالفه تؤدي الى نقض للعقل نفسه وابطال للتمايز وخروج على الادراك .ومن جهة اخرى فان مفهوم الازليه للذات الالهيه يكون مرتبطا بمفهوم الثبات المطلق , وفكره الثبات نفسها هي الغاء للتغير والحركه فالقول بالثابت الازلي هو طرد للتغير والتاثير في الموجودات الجزئيه , هذا عدا عن ان الثابت يطلب نقيضه المتغير ليتوحد معه من اجل التعين بعيدا عن الوهم والخيال .فلا ثابت خارج الوجود ولا مطلق لجزء منه .وعندما يكون الوجود ماهيه , يتطلب ان يكون العدم كذلك حتى يتسنى للتكوين من البروز وهذا يطرح سؤالا ذو معنى عن المطلق واجب الوجود , حيث تصبح هذه العباره قفزه ذاتيه من الحقيقي الى دائره الخيالي وتلاعبا بالافاظ لا اكثر . وهي ان دلت على شيء فانها تدل على التناقض الواضح في فكرة الكليات المنطقيه الاكثر تجريدا في الفكر الديني ,اما ان كان الوجود صفه , فذلك يفتح الباب على مصراعيه لوجود الاله في مرحله منطقيه سابقه على ما يتبقى من محتوى الوجود - الماده , الامر الذي يعني اتصاف تلك الذات بالثبات وعدم التغير وهذا بدوره يؤدي الى نفي الصفات ووضع المفهوم الالهي المجرد في قالب مصمت فارغ لا يحتوي على شيء ,كما ان الثبات يطلب التخارج مع المتغير , لان التوحد في الثبات يستحيل دون الانتساب الى الاخر.وهكذا يدور الامر مرة اخرى ليقوم الفكر الديني بافتراض العدم كمقولة منطقيه لها من التعين ما يجعل الماده تبرز منه.
لكن الفكر الديني يقر ويعترف بان التناقضات الكليه في المفاهيم العقليه ليس لها من تفسير الا بسلبية العدم والثبات ككليات منطقيه تمييزيه وهي لا تتعين ولكنها تفترض استنباطايا في الفكر الانساني من اجل التمايز,وهذا يعني ان الفكر الديني يكون ملزما بنفي العدم والثبات في المطلق كواقع موضوعي .
هذه المحاكمه المنطقيه توضح ان الفكر الديني يصطدم مع ذاته في مفاهيم التمايز والادراك , الثبات والحركه , الوجود والعدم.
هو باختصار يقوم بتطبيق مبدا نفي النفي على الكليات المنطقيه الاكثر تجريدا بعد ان يخترع نقائض منطقيه سلبيه ذاتيه لا يمكن توحيدها مع الوجود المتعين لرفعها الى مستوى تجريدي اعلى عن طريق نفي النفي .ولو تغاضينا مؤقتا عن تعين الوجود , لوجدنا ان النفي الثاني للكليات يكون معتمدا على انصاف استنباطيه سلبيه في الذات المفكره البشريه ولا تنتسب الى الحقيقي الفعلي - الاخر المقابل لهذه الذات - الا وهو الوجود.
ومع هذا فان التفكير الديني يلجا الى الذرائعيه المنطقيه في تقزيم التناقض واقصاء التعارض فعندما يتم البحث في النسق الفكري للاستنباط العقلي يمكن ملاحظه ما يلي :
يلجا الفكر الديني الى البحث في برهنة صدق المنظومه او النسق المستخدم في البناء المنطقي للتفكير ليستحضر قاعده منطقيه متفق عليها بان المنظومه او النسق لا يمكن البرهنه عليه من داخله , بسبب انتفاء نقطه ارتكاز محايده (ثالثه) , والثالث هنا هو التخارج عن المنظومه والنظر اليها من خارج الحدود . ونحن نعلم ان ذلك يقود الى التسلسل الذي لا نهاية له ,اما الحكم على المنظومه من منظومه اخرى متخارجه من نفس المستوى فهو بكل بساطه انتقال من نقيض الى نقيض اخر.وذلك يقود الى مازق الثبات الذي يدعو اليه مثل هذا الفكر , لان التخارج صفه للجزئي ينتج عنها تبادل التاثير الناتج عن التفاعل وهو ما يعبر عنه بالصيروره ,فعندما تتنوع الكينونه وتتجزا , تتفاعل الاجزاء بحكم الصيروره وجوهرها الحركه. عندها يكون الازلي الثابت المطلق ليس الا تعبيرا فكريا عن اللاشيء.
وهناك ملاحظه اخرى حول مفهوم المتوحد الذي يفقد اجزاءه السلبيه مثل العدم و الشر و الظلم ... الخفالتوحد بالايجاب فقط هو نفي للنقائض السلبيه وهو في نفس ال (آن ) طرد لصفة المطلق والكمال فاما ان يكون مطلقا وكاملا ولا اخلاقيا او متعادلا ..... واما ان يكون نسبي وناقص واخلاقي وموجب ... وجمعهما طارد لبعضه البعض .
مرة اخرى نعود الى طريقة الاستدلال المنطقيه واهم مفاصلها الفكريه .
يقوم العقل بتحويل الانعكاسات الحسيه الى لبنات فكريه يتم دمجها مع بعضها البعض باعتماد قواعد منطقيه مكتسبه ليتم تحويلها الى بناء فكري وهذا البناء الفكري يتاسس على معطيات موضوعيه حقيقيه متعينه لها صفة الصدق والفعليه ,لذلك نرى ان جميع تلك اللبنات المعرفيه تكون مشتركه عند المذاهب الفكريه والانساق المنطقيه المختلفه لانها ترتكز على التجربه والقياس والعلم .
في الاستنباط االعقلي , ينتقل الفكر من مجال العلم والتجريب الى مجال العقل والاستنباط , اي انه يغادر دائرة اليقين وينطلق الى دائرة البحث في المفاهيم التجريديه التي يعبر عنها في مقولات فكريه كليه وعند هذا الافتراق يصبح البناء الفكري مهددا بالاحتواء على مفاهيم استنباطيه ليس لها مقابل موضوعي وجودي,و قد تشارك في الهرم البنائي للفكر وعندها يتداخل التخيلي الذاتي مع الحقيقي الموضوعي .وفي مقال الزميل (ديني) اعتراف بتضمن النسق الفكري على تناقضات منطقيه تكون واضحه من خلال نسق فكري مغاير .فاي بناء فكري يمكن ان يحتوي على تراكيب عقليه استنباطيه ذاتيه لا تمت الى الواقع الموضوعي الفعلي باية صله وهذا يعني ان اي منظومه فكريه استدلاليه تحتوي على جوانب قابله للنقض كخاصيه عامه للمنظومات .هذا الامر يجعل من ادعاء الفكر الديني بامتلاكه لليقين (الايماني) ليس الا دعوى تحتوي على التناقض المنطقي وعدم الصدق في الحكم ,
ومن المعلوم ان جميع البنى الفكريه الجزئيه ( الانسانيه) تخضع لقوانين المقولات التي تحتويها مثل قوانين الزمان والمكان او لقوانين الوجود بشكل اعم .وانطلاقا من امكانية النقض المتاح لاجزاء المنظومات الفكريه المختلفه ( ومنه الفكر الديني) فلا بد من التعليق على الدعوات التي تدعي التماثل مع غيرها في اكتساب الصفه الوجوديه المتساويه للجميع بانها محض افتراء, فالفكر الديني يقوم على مبدا القطعيه في الصواب والمطلق في الصدق لان المرجعيه لهذا الفكر ليس في البناء العقلي الانساني وانما في مصدر غيبي متخارج معه ومتعالي عليه, وعليه فان النقض الجزئي للبناء الفكري الديني يؤدي بالضروره الى اسقاط مفهوم المطلق في الصدق والقطعيه في الصواب وهذا بدوره يؤدي الى سقوط الفكره الكليه التي يزعم الفكر الديني بالانتساب اليهاعدا عن ضرورة امتثال هذا الفكر الى ضرورة تطبيق قوانين مقولات الزمان والمكان المنطقيه على مثل هذا التفكير الغيبي الارتكاز,
ومما يلاحظ في هذه النظره الميتافيزيقيه للاعتقاد ان اصحابها يلجاون - بعد الاقرار بمبدا تكافؤ الفرص في الوجود للنظم الفكريه المختلفه- الى التدليل على ترجيح نظرتهم الايمانيه من منطلقات جزئيه تنتج عن الايمان الاساسي بالمسلمه الفكريه , مثل الاخلاق والغايه والمنفعه .... الخ واستنكار عدم التوصل لليقين في القضايا التجريديه الكليه من قبل الفكر المعارض بدعوى محدودية العقل .والحقيقه ان التجريد في الفكر الانساني يحتوي على تراكيب فكريه استقرائيه لا يمكن الحكم عليها بيقينية الصدق وكمال الصواب.فهل يلجا الفكر الديني ليعيب على الفكر بشكل عام , ما هو موجود في صميمه ؟ هذه الخطوه ليست الا مسوغ ذاتي لاستبدال الحقيقه الوجوديه بفكره استنباطيه ذاتيه !وحتى عند غض الطرف عن مثل هذه التجاوزات فان دعوى البراغماتيه التي يتشدق الفكر الديني بتطبيقها على التبعات الجزئيه مثل الاخلاق والتشريع في هذا الفكر - هذه التبعات تصطدم مع مبدا الثبات والاطلاق الذي يتعارض مع قوانين الزمان بحيث تصبح عائقا لكل تطور او تغيير انساني .فالاخلاق موجوده في كل المنظومات الفكريه وهي مستقله عن اي مصدر غيبي في وجودها لانها بكل بساطه انسانيه وصفه للمجتمع البشري الذي يتكون من ذات مفكره متحضره , وهناك قاعده بديهيه اوليه تقول " ما لا ترضاه لنفسك , لا تفعله لغيرك" اما دعوى التهذيب الرباني والمقياس الالهي فليس الا تلبيس للفهم الذاتي لافكار الجماعه المحدوده في الزمان والمكان لذلك التشريع وتلك القوانين..
وعندما يتم تناول قضايا محدده في الزمان مثل الحقوق والواجبات الانسانيه للجماعه البشريه , نجد ان الفكر الديني يقوم بنفس الفبركه والتغليف لما هو ذاتي ليسبغ عليه ثوب الالهي الثابت الازلي لهذا فان الدعوى الاساسيه لتكافؤ الصدق في المنظومات الفكريه التي يقر بها الفكر الديني , ليست الا محاوله موجهه للفكر المعارض للاقرار بتثبيت ذاته ( الغيبي) يستخدمها لاحقا للتنكر لهذا التثبيت تجاه الاخر رغم وضوح تناقض تبعاته الزمانيه وعدم صلاحيتها للمجتمعات الانسانيه في الزمان والمكان
نتيجه
1- يقر الفكر الديني بمفهوم الصدفه الابستمولوجي وينكر وجودها الانطولوجي ليثبت مفهوم الغائيه بدلا منها2
- يقر الفكر الديني بعدم امكانية الاستدلال المنطقي على صدق الحكم بالنسبه لتجريداته الفكريه ومع ذلك يسمح لذاته بالتغاضي عن التناقض المنطقي في نسق تفكيره لصالح مسلمته الاساسيه
3 - يرتكز الفكر الديني على مسلمه اوليه في دائره الغيب لا يمكن الحكم على صدقها التجريدي بيقين تجريبي وهو ما يتعارض مع مسلمات اللادينيه التي ترتكز على معطيات اوليه في دائرة العلم والتجربه والممارسه الانسانيه
4- يوافق الفكر الديني على تكافؤ الوجود المنطقي للانساق الفكريه المتعارضه كنقطة ارتكاز لا يلبث ان يتنكر لها بدعوى القياس المنفعي والحكم البراغماتي في مقالاته التفرعيه التي تنتج عن مسلمته الرئيسيه في الحياه اليوميه وحجته في ذلك محدودية المعرفه البشريه الزمانيه
5- يتناقض الفكر الديني مع نتائجه المنطقيه بشكل سافر . فمحدودية المعرفه الانسانيه الزمانيه يجب ان تطبق على جميع الانساق الفكريه ومنه الفكر الديني الذي لا يصمد في تبعاته الاستنتاجيه من تشريع وقوانين - لقوانين مقولات الزمان والمكان بسبب اعتقاده غير المبرر في الثبات المطلق وقطعية الدلاله للافكار الجزئيه التي لا تمتثل لمقولات الزمان والمكان.
الحوار كاملا هنا.

اقتباس ورد

ديني
اقتباس:لقد عرف كورنو الصدفة " الموضوعية " بكونها التقاء بين سلاسل مستقلة من الأسباب . وهذا التعريف هو الذي استعمله زميلنا المفضال وَمثل له بحادث التسونامي ثم انزوى بعد ذلك - و كغالبية الزملاء العلمانيين- إلى تذكيرنا بكون الفكر الديني - طبعا كما َيتصوُرهُ و يُصَورُه لنا - عاجز و غير قادر على استيعاب كون هذا الإلتقاء يخرم مفهوم الضرورة ...جميل جدا ...يبدو تعريف "الصدفة الموضوعية " هذا جذابا بل و قد يقنع البعض ممن قَلت( بتشديد الفتحة على اللام ) خبرتهم و درايتهم بخفايا الإتساق المنطقي أو البعض الآخر ممن دفعه الاستعجال الفكراني ( = الإيديولوجي) إلى تبنيه دون نقد أو مراجعة . مصاباً - في ذلك - بما يسمى " العمى الإيديولوجي " الذي جعل أناسا من قيمة جاك مونو مثلا يستعملونه دون التنبه لمسلماته الميتافيزيقية أو تهافته المنطقي ...لكن هذه الجاذبية تخفي في حقيقة الأمر إشكالات عويصة و مغالطات فجة تقدح في مفهوم " الإستقلال" الذي يؤسس هذا التعريف . وهاكم الملاحظات : لقد وقع هذا التعريف القائم على مفهوم " الإستقلال بين السلاسل السببية " في مغالطة يصطلح المناطقة على تسميتها بمغالطة التعميم الفاسد وتقوم هذه المغالطة في استنتاج قضية تُعمم بشكل مخل المعطيات الأولية التي انطلق منها المستدل .فكورنو في تعريفه ينطلق من افتراض أن وجود نسقين مستقلين يلزم عنه أن الإلتقاء يجري اتفاقا . لكنه كلام مردود فلا وجود قط لدليل ينفي أن يكون الالتقاء مبرمجا ! إلا إذا حصرنا الوجود في ما أدركناه منه وهذا بالغ الفساد كما لا يخفى .
علماني (انا)
شكرا على المقدمه والسرد لمقدمات البحث التي اوردتها غير ان المهم في الامر هو ان زبدة الحديث تؤول الى الاستناد على ان المعرفه المتحققه ليست مطلقه ولذلك فان هناك متغيرات خفيه لم نستطع ان ناخذها بالحسبان او بكلمات اخرى تريد ان تضيف للمعرفه المتحققه مجالها غير المتحقق - الممكن او ما هو خارج المعرفه لتضع الجميع في سله واحده وتطبق عليها اسس المنطق المعروف.
الا تجد يا زميلي الفاضل بانك تنزلق الى احتواء المجهول ( المتغيرات الخفيه ) مع المعلوم ثم تعود الى محاكمه المنظومه الناتجه والتي لا تنطوي تحت اي صرامه منطقيه بواسطة قوانين المنطق الصارم .ثم لا يكتفي الزميل بذلك بل يذهب في تعميمه التجريدي ليشمل سلسله الاسباب او العلل الى ال لانهايه - اي الى الذات العليا كما يتصور, وهو بهذه الطريقه يريد ان يصادر على المطلوب بعكس ما يدعي . فالمعرفه المطلقه هي فكره في الذات العارفه وليست واقعا فعليا متحققا وعليه فان اشتمال الطرح على كل ما يخرج عن نطاق المعرفه المتحققه للذات العاقله واسباغ مفهوم المتغيرات الخفيه الضمني عليه ليس الا مصادره على المطلوب.
ديني
اقتباس:
فاعلم أيها الزميل الفاضل أن التقاء شخصين لا يعرفان بعضهما البعض ( استقلال ) - لنسمهما عمر و زيد - في محاضرة للدكتور قيس , لا ينفي قط قابلية التوقع , وإن بقيت هذه القابلية على مستوى الإمكان النظري
.
علماني(انا)
اي بكلمات اخرى , فان الزميل الكريم يعود مرة اخرى الى دمج ما يعتقده من متغيرات خفيه في العمليه المعرفيه ويمتد في تسلسل السببيه الى مالانهايه ثم يقول ان الذات المفكره بمعرفتها المتحدده ( في الزمان والمكان) لا تستطيع ان تصل الى المعرفه المطلقه لنفي المتغيرات الخفيه - بما انها خفيه- وعليه يكون هناك دائما غايه لاي حدث جزئي بعد رده الى دائره جمع الفيزياء مع الميتافيزيقا وهذه الغايه قد تكون نظريه فقط لها وجود ممكن وليس وجود فعلي ...!
ديني
اقتباس:
فرغم استقلال السلسلتين ( الشخصين ) فقد يجوز أن نتصوراشتراكهما مثلا في حب الدكتور و رغبتهما في النهل من معارفه مما يجعل التقاء السلسلتين - رغم استقلال الواحدة عن الأخرى - قابل للتوقع نظريا وعلى مستوى الإمكان .
علماني(انا)
واسمح لي ان اعيد صياغة عبارتك السابقه الزميل (ديني) بقول" فرغم استقلال السلسلتين , فيمكننا ان نضيف اليهما وجود المتغيرات الخفيه والسلسله ال لانهائيه للعلل ولو في منظومات اعلى مستوى بحيث تجعل كلها مجتمعه من التقاء السلسلتين امرا غائيا !!!!
ديني
اقتباس:
وعليه فجهلنا بنمط أو نسق أو مستوى الإلتقاء لا يكون قط دليلا على انعدامه , فغاية الإتفاق ( غياب الضرورة ظاهريا ) أن يكون جهلا بالأنماط و الأنساق التي تشترك فيها و بها السلاسل السببية . و من ثم لزم أن التعريف الذي يستنتج الإتفاق من الإستقلال هو تعريف واقع لا محالة في مغالطة التعميم الفاسد . كما لزم أيضا بطلان الصفة الأونطولوجية لهذا الإتفاق .
لسان حال الزميل(ديني) يقول: ان محدوديه معرفتنا تستلزم وجود مجهول وجهلنا للمجهول هو الذي يؤدي بنا الى عدم معرفة المتغيرات الخفيه - لانها خفيه ... ولذلك فمعرفتنا المحدوده بهذه المتغيرات لا تنفي وجود الغايه لنسق او مستوى وجودي اخر - كما يسميه الزميل(ديني) تعبيرا عن الاله- ولذلك فما دامت معارفنا لا تحيط بالمعرفه المطلقه فهي تعميم فاسد ( لانها لا تحيط بدائره الخفي) ومادامت كذلك فان الغايه ( الالهيه) يجب ان تكون مفترضه ولا داعي لاثبات ذلك !!
اقتباس:
لو تفحصنا مفهوم "استقلال السلاسل السببية" لوجدناه متناقضا منطقيا إذ لا نستطيع تقرير استقلال النسق " با " عن النسق " سا " إلا إذا قارنا النسقين في نسق أعلى للتدليل على الاستقلال , لكن انتمائهما إلى نفس النسق الأعلى ينفي طرا هذا الإستقلال . فلا محيد للمعرف (بتشديد الكسرة تحت الراء) إذن عن أمرين لا ثالث لهما : فإما التوقف عن المقارنة في النسق الأعلى وذاك هو التحكم في نسبة الاستقلال للسلاسل دون أي دليل ( وهو مطلبنا الأول و قد ثبت ) . وإما مباشرة المقارنة في النسق الأعلى ابتغاءا للتدليل على الإستقلال مما يلزم عنه اشتراك في نسق واحد وذاك هو التناقض ( وهو مطلبنا الثاني و قد ثبت )..
.
علماني(انا)
هنا يريد الزميل(ديني)ان يقول لنا " انك اذا ما نفثت دخان سيجارتك او غليونك ان كنت مدخنا فسوف تغير موضع مجرة المراه المسلسله او حتى وضعية الوجود ككل !!!وبكلمات اخرى- فان استقلاليه السلاسل السبيه في الزمان والمكان ناقص لان ارتباطها في دائرة الوجود ... ارتباط كلي وعليه اما ان تاخذ بالارتباط المطلق للسلاسل السببيه ( في النسق الاعلى) لترى الغايه الالهيه لانها مرتبطه بعلاقات وجوديه واما ان لا تفعل ذلك فيكون حكما ناقصا لانه نسبي وليس مطلقا وهذا يذكرني بالقول - احضر لي عصا لا هي مستقيمه ولا هي معوجه ( مع تشديد على الجيم)... وان لم تفلح في ذلك فهذه ممكنه في مستوى وجودي عاقل علوي - اي عند الاله !!
ديني
اقتباس:
لا حظ معي أيها الزميل الكريم أن فهمنا لمفهوم الاستقلال يستلزم فهما مسبقا للصدفة (الإتفاق) . وهذه الصدفة ( الإتفاق) بدورها تستلزم مفهوم الاستقلال . فالنسق " با " يعد مستقلا عن النسق " سا " متى انعدم أي عنصر في النسق " با" يمكن أن يفيد في توقع النسق " سا " و كذلك العكس . وهذا هو عين الصدفة التي يبغي كورنو تعريفها !! مما يوقع تعريفه في مصادرة مشينة على المطلوب إذ لا يعلم - كما قلنا - ما الاستقلال إلا إذا علمت الصدفة و لا تعلم الصدفة إلا إذا علم الاستقلال . وهذا هو الدور الفاسد الذي لم يتنبه له من جعلوا من هذه الأغلوطات الواضحة ذريعةً لتقرير" وجودية الصدفة " . و قد بينت أنه دون إثباتها خرط القتاد أيها العزيز .
علماني(انا)
مقام الزميل الكريم هنا ان يطالبك بالمستحيل ليقدم لك الممكن وليس الفعلي او المتحقق !!فمهوم الاستقلال هو الخروج عن دائرة كلية الوجود لان اي نسق وجودي بالمنطق المطلق هو مرتبط وجوديا مع اي نسق اخر!!ولذلك يخلص الزميل الى القول انه عند هذا المستوى لا يضير اضافة متغيرات خفيه لانساق في مستوى وجودي ادنى حتى تبلغ النسق الاعلى المطلق وهنا لا توجد الا علاقة الارتبط الوجوديه وهذا يعني انه لا توجد استقلاليه ولا صدفه وانما غايه ناتجه عن علاقات الارتباط التي يتحكم بها الاله والذي يكسب المتغيرات الخفيه وجودها الحقيقي الفعلي رغم انها- وسوف تبقى- خفيه !!!
ديني
اقتباس:
قد يكفيني في رد هذه الشبهة الواهية أن أذكر لكم الحديث النبوي التالي :
اقتباس:
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة
وهنا اريد ان اسال الزميل الكريم ان كان اتفاق مصادفه موت ابن الرسول الكريم ( ابراهيم)مع كسوف الشمس صدفه ام غايه الهيه؟
ديني
اقتباس:
فمهما خمنت حول تفسير بعض الأحداث يظل التخمين نسبيا لا يمكن أن يخرج عن تاريخيته لكي يدعي وهم مطابقة واقع التقديرالإلهي في ذاته . و لا يصار ( بضم الياء ) إلى القول بهذه المطابقة ( جزئيا و في واقعة معينة ) إلا بدليل حي - كلام صريح للنبي - يصف فيه الواقعة العينية - مباشرة !! - بكونها حققت الغرض كذا أو كذا تقديرا من الله عز و جل .
وهي دعوه من الزميل الكريم لمعارضة المعرفه المتحصله من البشر بمعرفه افتراضيه لها صورة مطلقه وما دامت معرفة البشر ليست مطلقه ... فاعطو حيزا للمعرفه الاهم - الالهيه- رغم ان من ينقلها لنا هو بشري ولكن يكفي ادعاء مصدره القطعي !!!
ديني
اقتباس:
و لا يخفى أن النبي لم يعد بين ظهرانينا . حيث بموته ختمت النبوة فانقطع كل إمكان للبت في هذه التخمينات حول الأحداث و نسبة القصود المتصورة لله عز وجل . وعليه فزجر النبي لهذا الربط الخرافي بين الأحداث ينقض شبهة (العلماني). أما ختم النبوة فهو مفهوم يعيد للعقل تاريخيته و استقلاله . فلا مجال للشعوذة و الخرافة متى أبطلنا وهم المطابقة . وكل كلام في وصف الوقائع يقول أن الحادثة الفلانية كان القصد الإلهي من ورائها كذا و كذا... لا يتحمل مسؤليته ( وسخافته ؟ ) إلا قائله .
اترك للزملاء الحكم على المعرفه القطعيه النبويه
لا تعليق

تعليق مقتضب حول ( الصدفة)

يطرح الزميل الكريم بنان اسئله متعدده حول مفهوم الصدفه , ورغم الاستعمال الشائع لمفهوم ( الصدفة) في الحياة العاديه كوصف لظاهره او حدث معين لا يمكن الاحاطه بجميع العوامل المؤثره فيه , بانه - صدفه -الا ان الزميل الكريم يريد البحث في مصداقية المفهوم ومعناه عند الاستخدام في امور تجريديه هي مجال للاستنباط العقلي وليست خاضعه للتجربه العلميه .
على ان طرح الزميل الكريم يقفز بعد اعطاء هذا البعد العقلي للبحث ليعود الى دائرة التجريب ويتسائل ,ان كان بالامكانيه اختبار مفهوم الصدفه في المعمل وهل تنشا من ذاتها ام تحتاج الى مسبب خارجي لذلك , هناك تعارض منطقي لاستخدام نفس الكلمه من الزميل الكريم في مجالين
1- في مجال الظواهر والاحداث الجزئيه سواءا كان ذلك في الحياه العامه للفرد او حتى في داخل الكون
2 - في مجال الكليات المنطقيه وتحديدا في دائرة الوجود او حتى في محاولته لتخطي كلية الوجود ولذلك وجب التنويه حول الاسئله الاستنكاريه في مقدمة هذا الشريط ولب الموضوع كما افهمه من طرح الزميل الكريم يتعلق بمساله هي مناط التفكير وليست داخله في مجال المعرفه العلميه التي تستخدم التجربه والقياس .ومع ذلك فان المعارف العلميه والتجارب البشريه هي الماده الاساسيه التي يستخدمها العقل للوصول الى ترجيح اعتقاد على اخر . لان القضايا الفلسفيه يبقى مجالها الاستدلالي هو الفكر , وهذا لا يمنع من ان يقوم التفكير في كل مرحله من محاولاته الاستدلاليه على موضوع ما , من تفحص واعادة تفحص المقدمات اللازمه لعملية الاستنباط ذاتها وخاصه في حالة الاستقراء ولم يعدم الفكر من وسائل لذلك التفحص , والتي , يمكن ان يتوصل اليها عن طريق المعرفه اليقينيه المبنيه على اساس التجربه العلميه وكذلك البديهيات العقليه المستقاه من المقارنه والقياس.
والصدفه بشكل عام كمفهوم فلسفي هي نقيض للغائيه اي ان الاتفاق في تواجد الحدث اوا لظاهره يكون نابعا من علاقات تفاعليه وتاثيرات متبادله بين كينونات لها علاقه ترابطيه قد لا يستطيع العقل من الاحاطه بها جميعا في ظاهره معينه , فيلجا الى الوسائل التجريديه ,مثل الرياضيات , في محاولته لفهم النتائج بقصد الوصول الى قاعده في الفهم تساعدعلى استخدام الاستقراء من اجل التنبؤ بالاحداث .وعليه يكون هناك اعتراف واضح بالصدفه بمفهومها الجزئي , ومحاولة توسيع نطاقها الى المستوى العقلي في الكليات - او على الاقل - الاقرار بتساوي احتمالات حدوثها من عدمه في هذا المجا ل اما اصحاب الفكر الديني, فان الصدفه عندهم نكره وليس لها من وجود انطولوجي لان الغايه باعتقادهم تكون طارده لها او عادمه او اذا شئت نافيه لها تماما ,ففي المستوى الجزئي يمكن ان يتم الاعتراف بها على اساس معرفي (ابستمولوجي) مع مايصاحب ذلك من حياء وتملص . اما في المستوى العقلي- اي في مجال الكليات فان هذا الفكر يقوم بتثبيت مفهوم الغائيه , نافيا اي اتفاق تصادفي ينبع عن الحركه الداخليه لمفهوم محتوى الوجود .سوف احاول ان اضرب مثلا توضيحيا حول هذا الامر- لنتصور انه يوجد عندنا زجاجه مغلقه باحكام ملقاه في مياه بحر, وفي هذه الزجاجه يوجد- في لحظه ابتدائيه مفترضه - في نصف حجمها السفلي ماده سوداء اللون وفي النصف الاعلى من الزجاجه نفس الماده ولكن بلون ابيض , ثم تركنا الزجاجه بمحتوياتها التي تقارب كثافتها - كثافة الماء لفتره زمنيه في البحر لنعود اليها ونجد ان الماده في داخلها قد اختلطت بحيث اصبح لونها البادي للعين هو اللون لرمادي -نتيجة اختلاط اللونين - الاسود والابيض .
ان مراقبة حالة الزجاجه سوف يبين لنا ان الحركه المستمره لمكوناتها يؤدي الى تراتيب لجزئيات الماده المتلونه باللونين الاسود والابيض بحيث انه , وفي كل لحظه يكون هناك تغير في الترتيب يصعب الاحاطه به .والان هل يمكن ان تجتمع جميع الجزيئيات ذات اللون الاسود في النصف العلوي وجميع الجزئيات ذات اللون الابيض في الجزء السفلي ؟.... الجواب على ذلك - نعم لان مثل هذا الترتيب هومماثل لغيره من الترتيبات الاخرى من وجهة نظر موضوعيه - اما بالنسبة لنا فهو ترتيب قياسي نصبو اليه ونفضله وقد نعتبره غايه لتقلب الجزئيات للماده ذات اللونين المختلفين في الزجاجه ......هذا ما يحصل في الكون !ورغم ان عدد الالوان في الزجاجه هو 2 الا ان تنوع الكينونات الوجوديه لانهائي ... ووجودنا العاقل ليس غايه او وضع مفضل للحركه في تقلبات الماده بوصفها الفلسفي كجوهر لهذا الوجود وما اريد ان اخلص اليه هو
:1- هل هناك ضروره موضوعيه لحالة الوجود الراهنه ( التي يعتبرها الفكر الديني حاله قياسيه وجدت كغايه الهيه - لها هدف ( ليعبدون)
2- وهل الوضع الراهن- رغم تفضيلنا الذاتي له - هو غايه بمعنى مضاد للصدفه وله سبب ما ورائي لا نتعقله الا بوصف - (واجب الوجود) دون ان نستطيع ان نتفحص هذا المفهوم الاستنباطي كما يدعي الزملاء المتدينون ومع ان الصدفه في الامور الجزئيه لا يمكن لها ان تناقض السببيه بقدر ما هي تعبير عن عدم الاحاطه بالمؤثرات الخارجيه وعلاقاتها التبادليه الا ان مفهوم الغائيه في القضايا الفلسفيه الكليه - والذي هو نوع من السببيه الجاذبه بعكس السببيه المعتاده ( الطارده) والذي يمكن جمعهما في اطار العليه - هذا المفهوم يحتاج ال تخارج بين الاجزاء للوصول الى تاثير فعل الترابط في الظاهره الملاحظه .وعندما يحاول العقل الديني توسيع استخدامه ليشمل الوجود نجد انفسنا مصطدمين مع بديهيات التفكير التي يستعملها العقل للحكم على صدق الاستناج - الاستقراء
يقول الزميل الكريم (ديني)في معرض نقده لرد الزميل (علماني) ان اقتباس((فلا يخفى على حصافة زميلنا الموقر إذن أنه مع تقرير المحدودية المعرفية و نفي الصبغة الأونطلوجية عن مفهوم الإتفاق ( الصدفة) صارت الثنائية "غاية-لاغاية" غير قابلة للبت indécidable بتعبير المنطقي كورت غودل .))
-نعم ايها الزميل الكريم(ديني) فنحن لسنا مختلفين في المقدمات ولكن الاختلاف له ما يبرره في طريقة الاستقراء.نحن نقر بالسببيه في الجزء ولا نستطيع ان نتقبل ذلك في دائرة الكل- اي في دائرة كلية الوجود (نعم) اما خارج الوجود (فلا) لان التخارج مع الوجود لا يكون الا في الذات المفكره -اي له وجود عقلي حقيقي وذاتي ولا نعترف بوجوده الموضوعي الحقيقي الفعلي او المتحقق ,وهنا يكون الفرق بين الاستخدام للمقوله المنطقيه في الوجود المتحقق وبين محاولة مد مفعولها الى الوجود الذاتي او في احسن الاحوال الممكن ,كما انني في هذا المقام اود ان اشير الى النتائج المترتبه على احدى الخيارين ( المتساويين) براي الزميل الكريم (ديني) الا وهو :ان الخيار الديني المبني على اعتقاد من تساوي امكانية وجود النقيضين يؤدي بالفرد والجماعه الى نمط حياتي يشكل بناء فوقي قابل للاختبار بواسطة الممارسه والتجريب وهذا يقودنا بالتاكيد الى تفحص كل ما ينبثق من هذا الاعتقاد في الحياه العمليه وعندما نجد الكثير من النتائج لهذا الخيار غير مقبوله منطقيا من قبل العقل المفكر نستنتج ان ما يقف وراء الخيار العقائدي كمحرك باتجاه الغايه ليس له من الصدق والقطعيه ما يدعيه اصحاب هذا الخيار.ولذلك اشرت في بداية مقالتي هذه الى وجوب تفحص العقل لمقدماته عند القيام بعملية الاستدلال - الاستقراء

تعليق على حوار بين ديني وعلماني

1- حسب "كانط" فان العقل لا يستطيع الوصول الى معرفه في الميتافيزيقا ( الغيبيات) ولا يستطيع ان يقدم اي برهان
2- مبرر وجود الايمان بالدين "عند كانط" هو " العقل العملي" اي ضرورات نفعيه وبراغماتيه ليس الا
3- يتوافق الزميل "ديني" مع فلسفة " كانط" ولكنه يختلف عنه في قضيه واحده تتعلق بتقسيم الميتافيزيقا الى قسمين
ا - قسم غير قابل للمعرفه وهو تقريبا كلي
ب- قسم من الميتافيزيقا , قابل للمعرفه العقليه , وهو يتلخص في معرفة وجود الله
4- يورد الزميل (ديني) مصدر " السمع" الى جانب العقل كوسيله للمعرفه
5- يقر الزميل (ديني) بان برهان معرفة الله بالعقل ممكن . لكن معرفة ماهية الله بالعقل غير ممكنه - وهذا يؤدي الى استبعاد الكثير من صفات الذات الالهيه عن دائرة العقل ولكن الزميل (ديني) لم يبين باي طريقه يمكن البرهان على عدم تناقضها
6- عند دراسة الزميل (ديني) للكتب المقدسه ( القران والانجيل) ويمكن غيرهما , توصل الزميل (ديني) الى وجود التناقض فيها جميعا باستثناء القران - وكان هناك الحاح من الزميل " علماني" عن الوسيله التي توصل بواسطتها الزميل (ديني) الى مثل هذا الاستنتاج - اهو بالعقل ام بغيره ؟ رغم ان الدراسه ( لما في) النص المقدس يعتبر ميتافيزيقا ( غيب) عندما يتناول ماهية الذات الالهيه , وهذا الغيب لم يشمله الزميل (ديني) بالمعرفه العقليه التي اقتصرت على امكانيه معرفه وجود الله.

هل الوجود حادث ام ازلي

ينطلق الفكر الديني من مسلمه اساسيه تقول بان العالم حادث ويتابع استنباطه التحليلي ليقول بان لكل حادث محدث ( ارتكازا على مبدا السببيه ) وعليه يكون العالم برأي - الحدس الديني -محتاج الى مسبب يطلق عليه مفهوم الاله (الله)ثم يتابع الفكر الديني استنباطه العقلي بالقياس على الذات المفكره الانسانيه ليقول بان الاله عله عاقله لها هدف محدد يمكن استجلاءه بملاحظه الترتيب او التنظيم في العالم - وهو اختصارا ما يمكن ان نطلق عليه مبدا الغائيهكيف يتوصل مثل هذا العقل الديني لهذه النتيجه ؟ نحن نعلم ان الوعي الانساني يقترن بتمييز الذات عن الموضوع فقبل هذا التمايز لا يوجد وعي لانه لا يوجد تفكير اصلا وكل ما هنالك ليس الا انعكاسات شرطيه غريزيه تنبع من الطبيعه الحيويه للكائن الحي غير المفكروعندما يبدا التمايز بين الذات والموضوع تبدا الانعكاسات الصوريه بالتوارد الى الذهن حيث يصبح الاخر تعبيرا عن كينونه خارجيه لها مفهوم في الوعي كصوره لهذا الاخر - والصوره هذه بطبيعتها متحركه تسعى الى الكمال والكليه لانها تعكس اخر متغير لا متحدد . يحاول التفكير من بناء مفهوم متكامل له عن طريق الاستنباط العقلي بواسطة التحليل والتركيبغير ان التحليل يقوم بتفصيل المكونات المنعكسه الى اجزاء قد يخطيء عند تركيبها مره اخرى بقصد التجريد للوصول الى تعميمات وتجريدات فكريه تساعد هذا العقل للقيام بعملية الاستقراء , التي تكون نوعا من التنبؤ لزيادة المعرفه وتوسيع دائرة الوعي لتشمل افاق لا تستطيع التجربه من اختبارهاومن المهم ان هذه العمليه تحتوي على مفاصل غايه في الاهميه وتحتاج الى تقييم مستمر من العقل نفسه على ضوء القواعد المنطقيه المتحصله لان النتائج التي يمكن ان تتمخض عنها تكون في غاية الاهميه لما يترتب عليها من نتائج مصيريه لهذا العقل الذي يعتمدهاوالان هل كل الاستنباطات العقليه يمكن ان يكون لها كينونه وجوديه موضوعيه وفعليه ؟للاجابه على هذاالاستفسار وتقصي الصدق في الاستنتاج , لا بد لنا من مناقشة بعض المفاهيم الاساسيه ولنبدا بكلمة حادث لنري انها شكل مشوه مقصود للتغير الذي يصاحب الصيروره . فعند الرجوع الى اعم الكليات المنطقيه تجريدا نجد ان الوجود وليس العالم او الكون هو المفهوم المنطقي الذي يكتسب اعلى مرتبه من التجريد الموضوعي , الحقيقي , والفعلي او المتحقق . والماده (بتعريفها الفلسفي ) هي جوهر الوجود اما الحركه فهي الخاصيه الملازمه لها وحتى لا يتبادر الى ذهن البعض اي خلط حول مفهوم الماده , ارى لزاما على توضيح تعريف الماده بمفهومها الفلسفي بانها كلية تجريديه لها وجود موضوعي يمكن ان ينعكس الى الذات العارفه - ومن امثلتها الماده الفيزيائيه والطاقه والمجالات والعلاقات الترابطيه بين مكوناتها .....الخوالان .. هل كلمة حادث يمكن ان تنطبق على كلية الوجود ام انها صفه للتغير الذي يطرا على الماده بواسطة الحركه الذاتيه !ما اراه هو ان التفكير الديني ( ومنه الاسلام طبعا) يقوم بملاحظة التغير في اجزاء الوجود نتيجة التفاعل المستمرلمكوناته الجزئيه ثم يقوم بمغالطه منطقيه واضحه عن طريق اعادة صياغه لفظيه لمفهوم التغير الناتج عن الحركه ليعطيه وصف الحدوث . ثم يحلق بعيدا في ذاته لينقل المفهوم من دائرة الجزئي المعتاد للملاحظ البسيط الى دائرة الكلي المتعقل بواسطة التجريد وتغيير الالفاظ لا يقتصر على المغالطه الفكريه هذه وانما يتضمن مسكوت عنه - محدث بكسر الدال . وعندما يريد ان يعرفه يقول بانه واجب الوجودنعم يفطن مثل هذا الفكرالديني وينتبه الى تناقض استنتاجه - بواجب الوجود - اي ان هذا الواجد او المحدث على حد تعبير الدين غير موجود بالفعل وليس متحقق وانما واجب اي ممكن !ولكن ما هي الطريقه او الاسلوب الذي يجعل هذا الفكر ينزلق الى مثل هذه النتيجه ؟في مطالعات لي مختلفه لبعض المقالات لاصحاب الفكر الديني وجدت ان المبرر الاولي يتلخص في استخدام مبدا السببيه !اما المبرر الثاني فهم اللجوء الى ما يسمى بالغائيه ولنحاول ان نلقي الضوء على هذين المبدأين في الحياه العاديه كثيرا ما يلاحظ المرء تغير الكينونات وانتقالها من حال الى حال . وهذا التغير يكون ناتجا عن علاقة ترابطيه بين مكونات جزئيه تؤثر في بعضها البعضوحتى نصف التغير يقوم الفكر باحتواء العلاقات بين الشيء والاخر وتاثيرها المتبادل ليستنتج ان كينونه حاليه ناشئه عن اخرى سابقه وسوف تتبعها كينونه ممكنه , والتغير هذا نحيله الى مبدا عقلي صحيح هو السببيه كما يمكن وصف الامكانيه غير المتحققه بانها غايه سوف تؤول اليها الكينونه الحاليهوعندها نلاحظ اهميه التخارج بين الكينونات الجزئيه حتى نستطيع تطبيق السببيه عليها والفكر الديني يقوم بتطبيق هذا المبدا ( السببيه) الذي ينطبق على الجزء على كلية الوجود - ليتضمن ذلك بشكل مسكوت عنه علاقة التاثير المتبادله بين الاجزاء وكانه دون ان يصرح بذلك - يريد القول بان الوجود جزء والاله ( الله) هو الجزء الاخر وهناك علاقه تاثير متبادله على الاقل من طرف واحد تجاه الوجود - بل يلجا بشكل سافر في بعض الاحيان الى القول بان العدم - هو كلية منطقيه منعكسه عن وجود موضوعي متحقق بجانب الوجودوالدليل على ذلك انه يلجا الى صياغه لفظيه منتقاه في بعض الاحيان مثل .......( كيف اوجد الكون ذاته من عدم ؟ )الا تلاحظوا معي بان السؤال يحتوي على المغالطات التاليه- افتراض الحدث والسؤال عن الكيفيه- يتكلم عن الكون وهو وجود فيزيائي ويستبدله بكلية الوجود المنطقيه ثم يستعمل فعل (اوجد)- ثم يقرر ان هناك عدم ليس بالمفهوم المنطقي ولكن ككيان فيزيائي نتيجة مصاحبته لمفهوم الكونهذه بعض من المغالطات الفكريه التي يقوم الفكر الديني باستنباطها كما يقوم الانسان باستنباط حورية الماء او الجان او الملائكه اوغيرها من الكينونات العقليه التي تحتاج الى تقييم ليس هذا فحسب بل ان مثل هذا التفكير يبتعد شططا ليقول ان التراكيب الفكريه التي تبدو في الحلم ليست الا صور حقيقيه واقعيه فعليه وهي جزء من علاقة الفرد بالكلي المطلق الازلي او اللههل نستطيع ان نستحضر بعض الامثله على التغير بما لا يفيد التخارج حتى في الجزئي .؟نعم .... فعند البحث في العناصر النشطه اشعاعيا , نجد ان هذه العناصر تقوم باطلاق اشعة الفا او بيتا او جاما بعضها او كلها حسب العنصر المنظور فهل هناك مؤثر خارجي على تلك العناصر للقيام بهذا النشاط ام ان ذلك من طبيعتها ؟واذا ما نظرنا الى النجوم فسوف نلاحظ التغير الذاتي الذي يؤدي الى تحول النجم الى قزم ابيض او انفجاره كعملاق احمرفاذا كان هذا التغير- وامثلته كثيره - يحدث في الجزئي فكيف لنا ان ننقلب على كلية الوجود ونفترض سبب التغير الداخلي في مكوناتها وجود فاعل متخارج عليها , وله صفة الوعي . بل له اسبقيه منطقيه قد تكون فعليه عند البعض !وعودة الى الغائيه المتوضعه مع السببيه في كينونه متوحده حيث نجد ان الغايه هي سبب جاذب متقدم على الحدث في الوقت الذي يكون فيه السبب طارد وسابق على الحدث اي ان السبب والغايه ليسا الا تعبير عن مفهوم واحد اطلق عليه مفهوم العليه وهو مرتبط بالامور الجزئيه التي تقع ضمن كلية الزمان المنطقيه , وهذا يعني ان الاله في المفهوم الديني هو السبب والغايه لهذا الوجود اي بمعنى انه سابق كسبب ولاحق كغايه فهل هذا ممكن ؟اما القيام بسحب مفهوم العليه على الوجود فلن يكون الا واحد من اثنين1- اما ان يصبح الوجود مقزما ليدخل في دائرة الزمان2- او ان يتضخم مفهوم الزمان ليحتوي الوجود في داخلهولكن الادهى والامر من ذلك هو تخارج كلية الكليات المنطقيه او الاله( الله) وتبادله التاثير مع الوجود ولو باتجاه واحد اما عن التنظيم والترتيب فاستطيع ان اقول بان الماده تتفاعل بين مكوناتها بفعل الحركه الملازمه لها ونتيجة التفاعل يؤدي الى زيادة في التنوع تكون نتيجته انحلال في كينونه وزيادة في التعقيد في كينونه اخرى لكن التجانس لن يحدث بالمقياس الوجودي لان ذلك يعني احاطة الماده الفيزيائيه بالوجود وهذا غير ممكن منطقيا بان يحتوي الجزء على الكل بمقياس حجمي

الاسقاط الذاتي على الوجود الفعلي

بعد التحيه والسلاميتفق الجميع من مختلف المدارس الفلسفيه على ان اكثر المقولات تجريدا واعترافا بموضوعية وجودها الا وهي كلية الوجود.ورغم ان الفكر الفلسفي المثالي يذهب بعيدا بالاعتقاد بان القوانين المنطقيه والافكار العقليه الاستنباطيه تحظى بوجود موضوعي سابق على المادة بتعريفها الفلسفي الا ان الفكر الديني بتصديقه للغيبيات واعتبارها نوع من الحقيقه - ورغم تفرعه عن الفلسفه المثاليه - فانه يذهب بعيدا لاعتبارالحدس الايماني شيء له صفة الموضوعيه والوجود الفعليوفي بعض الاحيان يحاول التملص من تناقضه في هذه الدائره الكليه عن طريق اعتبار الوجود صفه لماهيه وليس ككينونة موضوعيهوعلى شجرة المثاليه بالضبط يتم الالتقاء الفكري في الاصل بين بعض اللادينيين الذين يؤمنون باسبقيه غير ماديه على المادة وبين بعض اصحاب الفكر الديني الذين تكون لهم منطلقات موضوعيهاما الاغلبيه من اصحاب التفكير الديني فانهم يرتكزون على المثاليه الذاتيه التي تعطي مفهوم الاسبقيه غير الماديه على الوجود تصورات ذاتيه محضه هي في الاساس انعكاس لصفات انسانيه بعد تضخيمها واعطاءها صفة المطلقوالتفكير الانساني هو الوسيله الوحيده للوعي . وحتى يستطيع هذا الفكر من تمييز موضوعه يكون مضطرا لتحديد الاخر بتناقضات الكينونه اوالصيروره وهكذا يصبح الاخر قابلا للوعي عندما يتم وضع تمثله المنطقي بين الحدينوحتى يستطيع الفكر المثالي من التوصل الى مبتغاه الاستنباطي يكون مضطرا لاكساب النقائض(المتضادات) صفة الكينونه الموضوعيه في دائرة الكليات الاساسيهلهذا الغرض تكون كلية العدم في التفكير المثالي استنباط منطقي يحاول ان يصبغ عليه صفة الموضوعيه كمقدمه لتوحيد الوجود والعدم في كليه الكليات او المطلق - الازلي - اللهومن وجهة نظر الماديه واحدث ممثليها - الشق الالحادي من الوجوديه - فان العدم ليس الا مفهوم استنباطي يلجا اليه التفكير من اجل التمايز وهو بهذا الشكل لا يمثل اي كينونه موضوعيه فعليه وتوحيد العدم مع الوجود في الكلي - المطلق ليس الا استنباط تحليلي فارغ يحتوي على النتائج في المقدماتوحجة الماديه ومنها الوجوديه ( الالحاديه) هو ان المقولات المثاليه والكينونات غير الماديه - كقواعد المنطق مثلا- لا بد لها من حامل مادي , بالتعريف الفلسفي وهي لا تستطيع - اي المفاهيم المعنويه - من الوجود في فراغ معلق مثل (الشيء في ذاته) لانها في مثل هذه الحاله تخرج عن دائرة تمايز الوعي وتصبح نوعا من الحدس او الاعتقاد او الايمان غير المبرر من وجهة نظر منطقيهفي بعض الاحيان يحاول فلاسفة الدين من استخدام النتائج الفلسفيه للاكتشافات العلميه لتجييرها لصالح دعواهم مرتكزين على امرين1- مبدا السببيه او ( العليه)2- مبدا الغائيهوالسببيه هي مبدا عقلي منعكس عن واقع تفاعلي بين كينونات جزئيه متداخله بسسب الحركه التي هي صفه اساسيه للماده والتفاعل يكون سببا في اعادة التشكيل لهذه الكينونات الجزئيه - اي ان السببيه تقتضي وجود الانفصال والترابط العلائقي ( اي في علاقه)وبنفس الطريقه يمكن التوصل الى ان التغير في الكينونات عن طريق التفاعل الذي يحدث بواسطة الحركه سوف يؤدي الى تغير التنوع الذي هو اساسا تعبير عن الجزئيهولذلك فان محاولة العقل لنقل المبدا العقلي للسببيه او الغائيه من دائرة الجزئي الى دائره الكلي (ألوجود في الماديه) هو محاوله للعقل لتخطي حد التمايز والقفز وراءه بشكل غير منطقيولاعطي مثل تقريبي عن محاولة فعل ذلك في الرياضيات فان عملية الجمع البسيطه بين الاعداد تظل صالحه ومعتبره وصادقه مادامت الاعداد بين الصفر وال مالانهايهاما ان تقول بان حاصل جمع ال مالانهايه و عدد اخر وليكن 5 هو مقدار جديد معين يساوي مالانهايه زائد 5 فليس الا كلاما سفسطائي غير معرف لان المالانهايه حد ال لا تحدد المعرفيهذا من جهه ومن جهة اخرى فان استخدام مبدا السببيه يتناقض نفسه مع مبدا الغائيه اذا ما حشرا في كينونه كليه مصمته(متوحده)فالغائيه ليست الا سبب جاذب اما السببيه فهي سبب طارد حتى ان البعض يستغني عن الغائيه والسببيه معا بالعليه حيث تكون العله شرطا للمعلول قد يكون سابقا وقد يكون لاحقاوالان - مره اخرى الى السببيه او ( العليه) كما اسلفت فان التفاعل يعني الحركه والتداخلفهل هناك تفاعل ( تداخل ) بين الاله و الوجود ؟ان كان كذلك فان صفه الاله الكلي تتحول الى النقيض - لان الاله يكون في مثل هذه الحاله منظومه جزئيه متخارجه مع الوجود وفي نفس الوقت متفاعله معه وتربطهما ( اي الوجود والاله ) الحركه !فهل يجوز ذلك بالاستنباط المنطقي .... لا اعتقد ذلك !في هذا السياق نحن مجبورون على التفكير في صفة الوجود الاساسيه .... وهل هو نظام مفتوح ام نظام مغلق؟كل المفاهيم المنطقيه تعبرعن قضايا تتحدد بمقدرة العقل البشري على التمييز في حدود التناقض باستثناء قضايا كليه معدوده مازالت مطروحه امام الفكر البشري ولم يحظى الجواب عليها بصفة اليقين .ففي الجزئيات ( الانسان مثلا) تكون الانظمه كلها مفتوحه اي انها تؤثر وتتاثر بغيرها عن طريق العلاقات الرابطه لها في الوسط وهذه الانظمه على نوعين - فاما ان تكون متزنه كما هو الحال في الحياه او غير متزنه كما هو الحال في النظام المفتوح عند لحظة التغير ( مثال ذلك الحياه عند الوفاه او السحاب عندما يبدا هطول المطر وما شابه ذلك)اي ان هذه الانظمه واثناء وجودها تتلقى مؤثرات خارجيه تحاول ان تغير من مضمون نظامهاوعند محاولة تطبيق مثل هذا الوصف للنظام المفتوح على الوجود تكون مضطرا لالغاء الوجود بكيفيته الموضوعيه لانك تفترض وجود المؤثر الخارجي المعلق في الفراغ وحتى مع عدم وجود منطقيه في كينونة المؤثر الخارجي , فان التاثير في النظام المفتوح يدل على علاقه توسطيه بين المؤثر والمتاثر كما هو الحال في الانظمه ذات الوجود الجزئي - مثل الانسان-فهل يقوم التفكير الديني دائما بعملية التشابه بين الانا الجزئيه والذات المثاليه الكليه هل وكاننا نبحث عن اسقاطية تشابه المثلثات كما في الهندسه الاقليديه ؟لا اعتقد باننا يمكن ان نطرح تجريد مادي اعلى مرتبه من الوجود - اي ان النظام عند هذا التجريد المادي لا بد له من ان يكون نظاما مغلقا- ولوكان غير ذلك لاصبح وجوده جزء من وجود اخر .....!اما اذا اردنا ان نطبق النظام المفتوح على الوجود الحقيقي الموضوعي وفي نفس الوقت على الوجودالحقيقي الذاتي للمثل (الاله) فسوف نناقض انفسنا مرة اخرى بافتراض العلاقه مع اخر غيرهما.الانفجار الكبيريذهب اصحاب التفكير الديني الى القول بان الكون حادث انطلاقا من نظرية الانفجار الكبير ومعنى (حادث) ليس الا تعبيرا مشوها للتغير في النظام ثم يقفزون الى استنتاج منطقي حول الحدوث اي( التغير) وينسبوه الى مصدر خارجي !ونحن نعرف تماما انه في المستوى الكلي للتجريد فان الحركه مصاحبه للكينونه اي ان التغير هو الاصل وليس السكون النسبي الذي يمكن تصوره في العقل في حالة عزل الجزئي عن روابطه التخارجيه وتناسي ترابطه الداخليوهناك الكثير من الامثله المنظوره في هذا المجالفالنجوم مثلا تكون محتوياتها في تغير دائم نتيجة التفاعلات المستمره الامر الذي يؤدي بالنجم الى الانفجار ك سوبر نوفا ( عملاق احمر) او الانكماش الى نجم نيتروني قابل للتحول الى ثقب اسودفهل هناك مؤثر خارجي يسبب انفجار النجم او انكماشه ؟اما عن الكون فان حالة ( السنغولارنست) لم تكن الا نوع من النظام المتجانس فكيف نستطيع ان نعمم مفهوم النتروبي عليه ككليه تجريديه اي كوجود موضوعي حقيقي ؟الانتروبي هي وصف لحالة نظام يسير نحوالتحلل تدريجيا ( او دفعه واحده في لحظات الانقلاب) ليصل الى حالة التجانسفهل كان هناك نظام ( اي تمايز كبير في حالة ال سنغولارنست للكون) ؟لا لم يكن كذلك فبعد النفجار الكبير وهذا ما نستطيع ان نتعرف عليه بواسطة العلم , لم يكن هناك الا الطاقه ,,,, اي ان الانتروبي لم تزدد بالمقياس الكوني الا اذا اعتبرنا الكون واحد من مجموعة اكوان شذ فيها كوننا عن الحاله السائدة لما قبل الانفجار الكبير وهو بذلك يكون نظاما مفتوحا في وجود ذو نظام مغلق هو الوجود وعليه يكون الانفجار هو تفاعل ناتج عن الحركه في نظام مفتوح يكون جزء من نظام مغلق هو الوجود ولا مكان للمؤثر الخارجي الا في الذات المفكره التي اخترعتهوحتى النظر الى الكون الحالي كنتيجه للانفجار الكبير فلن يكون الا كحصيله لتفاعل الكينونه الوجوديه الجزئيه للنظام المفتوح مع الخواء . والنتيجه تحول نظامين مفتوحين الى ثلاثه (3) احدهما كوننا الحالي كحاله انتقاليه - اي ان الانتروبي في النظام الكلي ليس لها من تحقق بسبب الزياده في التعقيد --- الانتقال الى 3 انظمه بدل 2 يرتكز الفكر الديني على مقولة ان الكون نظام مغلق تغير ويتغير بواسطة مؤثر خارجي هو الله ! اليس ذلك دليلا على الاغراق في الذاتيه التي تميز الفكر الديني باسقاط ال ( انا ) الذاتيه على مفهوم الاله الاستنباطي !لماذا يفترض الفكر الديني ان حالة الكون في ال (آن) الحاضره هو الحاله المثلى الافتراضيه "؟ الايدل ذلك على سيطرة الشعور الذاتي على كل مقياس موضوعي ؟وهذا الفكر ينطلق في استنباطه العقلي في الحكم على الكون من وجود شروط طبيعيه على الارض في لحظه حاضره واعتبارهذه الشروط هي المثلى. وان القياس يجب ان ينسب اليها - اليس ذلك ذاتيه محضه؟هل تزايد الانتروبي في الوجود هو مقياس ذاتي ام موضوعي ؟لنفرض اننا بدانا بلحظه بعد مرور عدة ثواني على الانفجار الكبير هل حالة الكون عندئذ كانت ذات انتروبي اقل ام اكثر؟عندها لم يكن الانسان موجودا كنظام , بل كنظام ذو تركيبه اعلى عاقله , ومع ذلك فالفكر الديني يقول بان الانتروبي الان تزيد كثيرا عن تلك الحاله وفي نفس الوقتت يحتج بالغائيه على وجود الذات العليا المؤثره في الكون التي ركبت زيادة في الترتيب !الا تريدوا معي ان تروا مقدار الذاتيه في الموضوع !لقد كان الكون في تلك الحاله في بدايه عهده بتشكل الماده - ليس بمعناها الفلسفي وانما بوصفها الفيزيائي وعندها لم تكن الا بدايه لتحول الطاقه الى اولى الجزئيات الاوليه بعد زياده اطوال الموجات ونقصان الامبلتودا الخاصه بها - اي باختصار حدث ويحدث تحول بالشكل للكينونات الوجوديهوفي فتره لاحقه استطعنا ان ندرك ان التحول في اشكال الماده ( بالمفهوم الفلسفي) قد ادى الى انبثاق كينونات وانظمه هي نفسها متغيره بفعل الحركهففي كل يوم نشهد ولادات للنجوم واضمحلال لها بعد عمر معين حيث يموت النجم اما بالانفجار كعملاق احمر او بالانكماش الى نجم نيتروني قابل للتحول الى قزم ابيض وفي النهايه يمكن الى ثقب اسودومع ذلك فان العمليه التركيبيه التي تتمثل في زيادة التعقيد تخترق الحاجز الذي يمكن ان يقف امام الحركه في هذا الكون - الوجودلاحظ معي ان تعقد المادة الفيزيائي ادى الى تشكل العناصر الكيميائيه التي اخذ تركيبها التعقيدي بالتثاقل مما ادى بالحركه الى القيام باختراق تركيبي اكثر تعقيدا وذلك بالتحول الى التركيب الجزيئيوفي مراحل لاحقه الى انبثاق الحياه ! فعندما اصبح الاستمرار في زيادة التعقيد على المستوى النووي متعذرا - انبثق التركيب الجزيئي والتركيب الجزيئي كان البدايه لما وصلت اليه الماده الفيزيائيه من تعقد وصل الى مستوى الفكر في الانسان العاقلولكن ذلك ليس نهاية المطاف فلا بد للحركه من التحول الى انبثاق في النظام اكثر تعقيدا عندما يصبح الزيادة في تعقيد التركيب في الحياة المفكره امرا متعذرا متى سيحدث ذلك؟لا استطيع ان احدد الزمن ولكن القانون الحركي سوف يفعل فعله في المستقبل - وقد يكون قريبا - عدة مليونات من السنين ان لم يكن اقل !لذلك فمن وجهة نظر ذاتيه قد نتفق على مقياس الانتروبي لانها مرتبطه بالانسان والنظام الجزئي - اما بشكل موضوعي بعيدا عن ذاتيتنا فلا نستطيع القول الا بان النظام العاقل المستقبلي هو تركيبه اكثر تعقيدا منا واعلى مرتبه من تجريداتنا وهو كذلك انتروبي اكثر من حاتنا الحاضره بوصفنا سوف نتراجع اذا لم ننتهي كنظام بيولوجي عاقل بمستوانا الحاليبعد هذا الموجز - هل تستطيع ان نقول عن اي حاله بانها تفضيليه من وجهة نظر موضوعيهانا لا استطيع ان اؤكد ذلك الا من وحهة نظر ذاتيه محضهفهل الحركه التي ينتج عنها تغير الانظمه هي من الداخل ام من الخارج بالنسبه لهذا الوجود - ولا اقول الكون , لان هناك امكانيه معتبره بوجود اكوان متنوعه !بهذا الوصف ارى ان الوجود نظام مغلق في الوقت الذي يمكن للكون فيه ان يكون نظام مفتوح وهذا ليس تلاعبا بالالفاظ بقدر ما هو استنتاج اولي حول وجود اكوان متعددهمع تحياتي

مقتطفات بلا عنوان 3

مبدا العليه في الفكر الديني
التركيز على مبدايي السببيه والغائيه .
في البدايه ينطلق التفكير الديني من صفه التغير الناتجه عن الحركه والتي تعتبر صفه اساسيه للمادة بمفهومها الفلسفي ليعتبر ان هذه الصفه تدل على الحدوث .....! ثم يلجا الفكر الديني الى محاوله تقديم المعنوي على المادي مفترضا اسبقيه للوعي على الاخير, والوعي بتعميمه التجريدي لا يمكن ان يكون معلقا في الفراغ لانه بكل بساطه احد الصفات المحموله على الماده وليس العكس, ثم يقوم الفكر الديني بالارتكاز الى مبدا السببيه ويتم نقل مجال الاستدلال به من الجزئي الحقيقي الموضوعي الفعلي الى مجال الكلي الحقيقي الذاتي الغيبي ( اي ما في النفس البشريه)اي ان الديني يحاول مد مفعول هذا المبدا والقفز به خلف مجال الوعي وفي مرحله لاحقه ينطلق من السببيه الى الغائيه ليقفز الى استنتاج قسري بان الحركه في الوجود والتي ينشا عنها التداخل( التفاعل) بين مكونات هذا الوجود لها سبب خارجي ولا اعلم من تاتي هذه القفزه !ومبدايي السببيه والغائيه يمكن احتوائهما في مبدا العليه حيث السببيه له صفة الطرد اما الغائيه فلها صفة الجذب .حيث تحاول العليه دمج السببيه والغائيه في مبدا واحد .
لنتفحص لحظه راهنه يكون فيها نتاج مادي وجودي في(ان)الصيروره - هذا الناتج يكون له سبب ويكون له غايه اي ان الدائره مكتمله في ان الغايه هي السبب , فهل يكون الخالق في المفهوم الديني المسبب وهو الغايه ؟اليس ذلك ما قال به هيجل ؟ حيث اعتبر ان الله ذاب في الوجود وهو يتحرك لاستعادة ذاته والعوده الى ما كان !اليس ذلك بمفارقه ؟ان افضل ما يمكن ان يقدمه التفكير الديني في حالة التضارب هذه وفي حالات اخرى - هو القفز الى الغيب .
لقد قرات مقالا طرح فيه صاحبه الاجابه على تبرير التعذيب في النار .....!طبعا ليس المقال هو كل الدين ولكن الاجابه تكاد تكون جاهزه عند كل الدينيين من مثال ...:نار الاخره تختلف عن نار الدنيا ولا نعرف من خصائصها الكثير لانها في علم الغيب وكل ما انحشر الديني في تناقض فلسفي .... فانه يقفز الى الغيب حتى انهم يطلقون عليه ..... علم !

مقتطفات بلا عنوان 2

1- احدى مآزق التفكير الديني-
يرى بعض الزملاء المتدينين (والمسيحيين بشكل خاص) ان الاله في كليته ليس الا الخير!( او ان شئت المحبه) اي باختصار يناون به عن اي جانب شراني , رغم ان تعريفه في الديانات (السماويه) الاخرى يكون عرضه للطعن في صفات كثيره وخاصه في الدين اليهوديز
-يقول المتدينيين بان الله " ما شافوه (اي لم يشاهدوه) ولكنهم بالعقل عرفوه "معنى هذا الحديث ان الله لم ينعكس الى الوعي الانساني من الاخر لا ككيان ولا كحركه(كينونة او صيرورة) وهذا صحيح .الاله في التفكير الديني هو تجريد منطقي في العقل البشري , حتى انني استطيع القول بانه الحد الاعلى للتجريد او كلية الكليات . لذلك فان تعريفه هو المطلق , الكلي , الازلي ...الخ الذي ينتج بطريقة صريحة من توحيد ودمج كلية الوجود مع كلية العدم ورفغعهما الى مستوى تجريدي اعلى .
وكما اسلفت يكون تعريفه كمطلق كلي , فهل يمكن ان يحتوي على الخير فقط ؟ الا يشكل ذلك انتقاصا من كلية الكلي ؟
وحتى يتسق التفكير الديني مع ذاته فانه يلجا الى نفي احد اطراف التضاد واقصد بذلك الجانب السلبي .......واليكم الامثله !
يقولون ...هناك طرف من اطراف التناقض يكون له وجود فعلي , مثلا , النور ... وانتفاؤه ليس الا النقيض وهذه من ضروريات التفكير , اي ان يكون حد التناقض الايجابي موجود وسلبه هو الحد الافتراضي الذي يلزم الوعي حتى يستطيع ان يتعقل !الجواب .... موافق ...يقولون ايضا بان الاله كله خير ,ولا يوجد شر ابدا , اي ان الشر هو انتفاء الخير .... طبعا .. غير موافق ... ولكن معليش اوكي يا سيدي !اي باختصار عندنا كليه حقيقيه لها وجود فعلي وانتفاؤها هو فرضيه عقليه من اجل تمكين العقل من التمييز !
هنا يتطابق الزملاء الدينيين مع الوجوديين دون ان يدروا !
الوجوديه , برايي, ترى ان اقصى انواع التجريد الحقيقي والفعلي هو الوجود ! والعدم هو فرضيه منطقيه لا يجب اعطاؤها اهتمام كبير لانها وفقط ضروره منطقيه اما دمج كلية الوجود بالعدم في كلية اكثر تجريدا ( المطلق , الكلي , الازلي - الاله) فليس الا نوع من العبث المنطقي ,وما اردت ان اقوله لزملائنا المتدينيين انهم امام خيارين احلاهما مر !
- اما اشتمال المطلق على كل شيء - وهنا يفقده رتبته من وجهة نظر الاخلاق - كما هو الحال في الدين اليهودي - او ان يكون احادي القطب , وبذلك ينزل الى مرتبة الوجود ويفقد رتبته التجريديه العليا من وجهة نظر الفلسفه .. كما هو الحال في الدين المسيحي اما ما هو بين هذا وذاك فاتركه لتفكيركم !

مقتطفات بلا عنوان 1

1- ينعكس العالم الخارجي الى عضو التفكير وهو الدماغ على شكل مكونات صوريه وروابط تجمع بينها2- عملية التفكير هي عباره عن بناء منطقي لما ورد الى الدماغ من انعكاسات وتدعى بعملية التعقل او اختصارا "العقل"3- تنضبط عملية التعقل بواسطة ثوابت او بديهيات اساسيه مشتركه وموجوده عند كل انسان عاقل4- نتائج عملية التجريد الفكري تؤدي بالعقل البشري الى بلوغ مفاهيم كليه لها وجود حقيقي(وممكن) في الذات المفكرة وليس بالضرورةان يكون لها وجود فعلي(ومتحقق)5-في المعتقدات الدينيه,تجري باستمرار محاولة لتحويل الوجود الحقيقي(ما هو مستنبط عقليا, وليس منعكس من الخارج) الى وجود فعلي , الامر الذي يناقض مبدا الاستنباط ذاته6- يمكن التدليل على ذلك بمحاولة التفكير الديني الصاق صفات الانسان الايجابيه(فقط)بعد اعطائها صفة اللانهايه بمفهوم المطلق او الكلي او(الله) وجعل هذه الصفات فاعله في المكان والزمان7- وهنا بالذات يحدث خطاين منطقيين:ا-تجزئة الكلي الى نصفين, "حلو" و"مر" مع اقصاء للجانب "المر"وتلبيسه لكينونه اخرى قد تقترب من كليه الاله , كما حدث في تلك الديانات التي اعتمدت الهين , اله الخير و اله الشر او اله النور و اله الظلام او اله العالم العلوي واله العالم السفلي او حتى مجموعه من الالهة ذات الاختصاصات المختلفه واخيرا اله كلي مع شبه اله(ابليس مثلا)ب- الهبوط بمرتبه مفهوم التجريدالعقلي للمطلق الى كليات الزمان والمكان لاكسابه صفة الفعل المشار اليها سابقا , رغم ان البناء الفكري المنطقي ( العقلي) يضع كليات الزمان والمكان ضمن كلية الوجود, وحتى كلية الوحود والعدم ضمن كلية المطلق فكيف يكون العكس؟

المعقول واللامعقول

ان كل متتبع لعملية الوعي الانساني لا بد له من الوصول الى بعض البديهيات التي يستخدمها اثناء محاكمته لراي او فكرة او حتى حدث يومي بسيط , فنراه يطلق احكاما او يبدي تساؤلات على غرار... هذا ليس معقول ... ما السبب... او ان هذا ليس منطقيا .. وما الى ذلك,...., فهل فكر احدنا في تلك المقاييس التي يستخدمها باستمرار؟في هذه المقالة سوف اتعرض لبديهيات التفكير المنطقي التي يشترك فيها البشرجميعا, واسباب التنوع الفكري الذي يختلف من فرد لاخر في الزمان و المكان .
تبدا عملية الوعي عندما يتم ادراك الفصل بين الذات والاخروالذي يمكن ان نطلق عليه- كسر التماثل, حيث تبدا عملية التعرف على ال - انا-الخاصة وفصلها عن اي شيئ اخر. وهنا بالضبط يبدا التمايز الذي اسميه ( مبدا كسر التماثل) وسوف اتطرق اليه لاحقا ,والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو :
هل الفصل بين الذات والاخر هو حجر الزاويه الذي يؤسس لبديهيات التفكير ام العكس ؟ وبكلمات اخرى ,هل يمكن القول بان عملية الفصل بين الذات المفكرة والاخر هي نتيجة لقواعد منطقية تشكل اساس العملية الفكرية التي تحدث في الذات الواعية حيث تقوم اعضاء الحس المعطاة بعكس صورة للعالم الخارجي الى الدماغ- الذي هو عضو التفكير - وهذه الصوره, تزداد مكوناتها باستمرار في كل لحظة الامر الذي يؤدي بالعقل الى القيام بترتيب تلك المكونات(صور الانعكاسات)وربطها ببعضها البعض للوصول الى مشهد متكامل للعالم الخارجي في ضوء الامكانيات ( الانعكاسات) المتحققه - وهذه العملية اسميها بالبناء المنطقي للتفكير .
والان فان التفحص لهذه العملية التفكيرية , يبين لنا ان هناك قواعد منطقية مشتركة في كل العقول .
ملاحظة : تقوم القدمان بحركة منتظمه ومتجهة ينتج عنها عملية المشي يكون نتيجتها قطع مسافة معينة - والدماغ يقوم بعملية ترتيب المعطيات الانعكاسية وترتيبها (التعقل)ينتج عنها بناءمنطقي يشكل نظرة الذات لهذا الوجود,وعملية الفصل بين الذات والاخر التي تشكل اساس الوعي تستدعي بالضرورة ظهور بديهيات التفكير (التعقل ومنهااقاعدة تحرك الادراك بين المتناقضات ,قاعدة الجزيء والكلي ,مبدا وحدة الهوية , مبدا كسر التماثل.
يبدا الوعي بادراك صورة الانعكاس من الوحيد ثم لا يلبث ان يستمر نحو الخاص ثم العام , فمثلا انعكاس هذه الشجرة المحددة يؤدي بالعقل الى مفهوم الاشجار, وتستمر عملية التعقل من التعميم الى التجريد حتى يصل العقل الى الكليات , فمفهوم الشجرة يؤدي بالعقل الى مفهوم النبات , ومفهوم النبات يقود الى مفهوم الحياة ... وهكذا حتى يصل بنا العقل الى تجريدات تسمى بالكليات المنطقية والتي هي عبارة عن مفاهيم فلسفية لا بد من تناولها ولو باختصار .
إن من صميم عملية الادراك المنطقية (البناء الفكري) ان تستمر العملية الى حدها الاقصى إن كان هناك من حد ,وذلك من طبيعة العقل تكشفا له عن طبيعة تغيره الذاتي وكذلك التغير الذي يحدث في الاخر - العالم الخارجي . فالتغير مثلا يبرز المتضادات , والادراك العقلي يبقى مشروطا بحد التناقض , اذ لا يستطيع العقل ان يدرك خلف حدي التناقض , وهنا ارى لزاما علي الاشارة الى ان توزع المواقف الفكرية بين طرفي حدود التضاد يبقى محكوما بقاعدة اسميها جاذبية الخواء , ومفادها ان المسافة بين حدي التناقض لا تحتمل استمرارية وجود ثغرات راي في التفكير دون ان تمتلآ في الزمان والمكان . من هنا , ارى بان جميع انواع الطيف الفكري ليس لها الحق في الوجود فقط .. بل هي محكومه بهذا الوجود ...دون ان يكون لها بالطبع نفس الاحقية في ادعاء تمثيل مفهوم الحقيقة النسبية في الزمان و المكان .
ان التفحص المستمر لما يقوم به العقل من تجريد متواصل , يبين ان هذا العقل في محاولته لتخطي حدود التضاد , يقوم بتوسيع مدى هذه الحدود باستمرار , الامر الذي يعني زيادة في المعرفه تتواصل دون انقطاع دون ان يكون في استطاعته القفز فوق تلك الحدود او الغائها, فمثلا الفصل بين الشيء (الذات هنا)والاخر يبرز مفهوم الجزئيء ,وقاعدة تحرك الادراك بين المتناقضات تؤدي بالعقل الى المفهوم الحدي وهو الكلي , وهكذا حتى نصل الى تجريدات كليه هي مفاهيم فكرية تشكل البناء المنطقي للتفكير .فمثلا دمج كلية الزمان بكلية المكان يؤدي الى تجريد اعمق يصل بنا الى كلية الوجود ... وهكذا .يرى البعض ان كلية الوجود هي اقصى درجات التجريد - وهو ما يعرف بالفلسفة الوجودية , غير ان بديهيات التفكير الاساسية لا بد من ان تدفع بالعقل نحو تجريد اعمق , الامر الذي يعبر عنه العقل بطرح مفهوم كلية العدم ,حتى ان العقل يستمر في تعميق تجريده عن طريق دمج كلية الوجود بكلية العدم في مفهوم كلية المطلق ...ألله ...الخالق ... الاصل , العلة الاولى ...الخ. صحيح ان طبيعة العملية التفكيرية تقتضي الاندفاع باستمرار نحو تجريد اعمق , دون التوقف عند حد التناقض مما يستدعي من العقل محاولة طرح نقيض مكافيء لكلية الخالق ليتم دمجهما من جديد في كلية اكثر تجريدا ... وهكذا.. غير انه لا بد من الاشارة الى ان بديهيات التفكير لم تستطع حتى الان التغلب على ذلك , الامر الذي يطرح هكذا مفهوم كحد للتناقض لا يمكن القفز عنه .و بتعبير اخر , يمكن القول ان بديهيات التعقل , ينحصر مفعولها في دائرة الجزيء ولا يمكن تطبيقها على الكلي ... هذا الكلي المطلق يمكن التوصل الى مفهومه العقليكفكرة و كحد للتناقض في مقابل الجزئي .
لمن يطرح هذا الكلام ؟ .. من البديهي ان الحديث يدور عن بديهيات التفكير , الذي تقوم به الذات المفكرة .. اي ال- انا- العاقلة , وهو بهذه الطريقة (اي الحديث) له نقطة ارتكاز خفية , يجب الاشارة اليهاهي ال - انا- الذات .. الانسان العاقل .
والان لو حاولنا ايجاد نقطة ارتكاز اخرى .. هل يكون لهذا الحديث اي نوع من المعقولية ؟ألكلام السالف , يدل على ان نقطة الارتكاز المقبوله , هي تلك اللتي لها وجود فعلي و حقيقي وضمن حدود المتناقضات , واي محاولة للانزلاق خلف تلك الحدود تفقد المنطق صفة المنطق نفسه . تصور ان كل ما في هذا الوجود تضاعف مرتين , هل يستطيع احدهم او حتى الكل (البشر) من اثبات العكس !لا اعتقد ذلك ! لان نقطة الارتكاز او سميها ان شئت القياس تقع خلف حدود التناقض او بكلمات اخرى خلف حدود منطقة كسر التماثل . و الان تصور ان الارض اصبحت ملساء تماما و بيضاء اللون - رغم ان صفة البياض ليست ضرورية - وسال احدهم من الفضاء الخارجي شخص على تلك الارض الملساء وطلب منه تحديد موقعه بالضبط لغرض ما , هل يستطيع- من يوجد على الارض - من الاجابة , وهل يستطيع الاخر ان يفهمه ؟والان لو اوجد احدهم شرخا او علامة على الارض الملساء لاستطاع من يقف على الارض من الاجابه بشكل دقيق , و لاستطاع الاخر - في الفضاء- من فهمه تماما . هذا ما قصدته بمبدا منطقة كسر التماثل ...
مرة اخرى , عودة الى كلية الوجود , وهل يمكن فعلا دمجها في كلية اخرى هي كلية العدم ؟هل لهذا العدم من وجود , على الاقل حقيقي ان لم يكن فعلي ...؟ ان المقصود بالوجود الحقيقي , هو ذلك الوجود الذي يمكن ان يكون له مكان في العقل , وليس بالضرورة ان يكون له وجود ناشيء عن انعكاس الاخر ... لانه في الحاله الاخيرة يصبح لهذا العدم وجود حقيقي وفعلي ..... هذا للتنويه !
في النظام الكلي , هناك لحظات للرصد , وهي علاقه بين الراصد و المرصود, ترتكز الى نقطة ارتكاز(قياس) خاصه بالراصد, ويكون الوجود في هذه الحالة عبارة عن تدفق من انعكاس النظام الى الراصد . ولو سالت ذات واعيه في آن زمني سالف عن موجودات الكون - او لنقل عن النظام -لكانت تلك الحاله من الوعي تجسيد لوجود منعكس في تلك الذات المفكرة .اي ان الوجود حقيقي وفعلي , ولكنه بالنسبة لنا الان ليس الا عدم متحقق .فالوجود إذن هو -آن- تكشف النظام الكلي في ال - انا - الحاضرة , كما ان العدم المتحقق هو وجود فعلي وحقيقي ل- آن - مراقب اخر في وقت سالف , او عدم ممكن , يمكن ان يتحول الى وجود فعلي بالنسبة لراصد حاضر .
تصور لو ان ذات مفكرة في الفضاء -او لنقل بالقرب من النجم (الفا قنطورس)ترصد وجود الانسان على الارض ,ففي هذه الحالة تكون حالة الارض قبل 4,3 سنه ( اي مثلا قبل احداث سبتمبر2001 بالقياس الى وقت كتابة هذه المقالة ) لها وجود فعلي وحقيقي , رغم ان ذلك بالنسبة لنا اصبح عدم نسبي متحقق ,,,, ( هذا على افتراض ان تلك الذات تستقبل الانعكاس من الاخربسرعة الضوء , وهي المسافة التي يستغرقها الضوء للوصول الينا من النجم الفا قنطورس ). بناءا على ذلك يمكننا القول بان النظام الكلي - خفي (عدم نسبي)يتحول الى بائن -بين- في لحظة ال -آن -المنسوبة الى الراصد ... ليس الا !ومرة اخرى , هل تحول العدم النسبي الى وجود الى عدم نسبي , يمكن لهذا (الوجود) من دمجه في كلية واحدة مع العدم المطلق؟هذا السؤال الذي تم طرحه من قبل !!نحن (الذات المفكرة)نظن دائما ان الكون يتغير بوجود -انتروبي- متزايدة , اي ان عوامل الهدم تتزايد باستمرار , ويتفشى انهيار النظام , مما حدا بالبعض الى القول بالموت الحراري للكون !لكن نظرة متفحصه بعيدا عن الذاتيه , تقوم بدمج كلية الوجود مع كلية العدم , تشير الى عدم ارجحية مثل هذه النظره , ففي الاطار الجزئي , نعم هناك تزايد مضطرد للانتروبي بمقياس الديناميكا الحرارية الذاتيه (الانسانيه) لكن تكشف النظام الكلي المستمر يبدد مثل هذا التصور .
النجوم ,مثلا,تفنى بعد طفولة وشباب وكهولة , لتلقى إحدى مصيرين: اما الانفجار كعملاق احمر او انكماش الى نجم نيتروني قابل للتحول الى ثقب اسود , فهل يعني هذا بالمقاييس الكونية ان عكس الانتروبي (antiاانتروبي)ليس لها من التاثير بنفس القدر المساوي لانهيار النظام ,إن لم يكن اكثر !ما تشير اليه احدث تصوراتنا عن الكون , ان تكشف النظام يبدي زيادة مضطردة في التعقيد ,اي ان التركيب يزداد تعقيدا بعكس التحلل والتبسيط ....خذ مثلا تصورنا عن الكون بعد نظرية الانفجار الكبير, فالطاقة تتحول الى مادة اثناء انتشارها في الخواء على شكل موجات لا يلبث ان يزداد طولها وتقل (الامبلتودا- اي ارتفاع الموجه)المشكله لها مما يؤدي في آن محدد الى تشكل الجسيميات الاوليه , وتستمر العمليه حتى يتم انبثاق اولى العناصر الكيميائيه واقصد به الهيدروجين .بعد ذلك تبدأ دورة جديدة من التعقيد تكون بدايتها في اتحاد اربعة ذرات من الهيدروجين لتشكيل ذرة هيليوم وهذا ما يسمى بالتفاعل التركيبي , حيث تكون الطاقه الناتجه عن فقدان الوزن في المادة بين ذرة الهيليوم و 4 ذرات الهيدروجين ,هائله وهذا ما تزودنا به الشمس باستمرار على مر الايام .هنا لا بد لي من الاشارة الى سؤال ما زلت افكر في محتواه :هل تفاعل الطاقه مع الخواء كان سببا في تشكل المادة وهل للثنائية من مكان !
وهناك مفهوم اخر اود مشاركتكم فيه !نحن نعلم ان العملية التركيبية اللتي تحصل في اعماق الكون وفي كل مكان ,كان من نتيجتها بالمفهوم المبسط ان شئت - تكلس - المادة ... من طاقة ذات موجات عالية التردد - الى موجات ذات طول متزايد - الى جزيئيات متناهية- الى انوية-الى عناصر بسيطة تزداد في التعقيد حتى تصل الى اعقد العناصر الكيميائيه مثل البلوتونيوم واليورانيوم .... وهذا اتجاه اساسي في الكون ...واذا كان هذا الخط التصاعدي , يقترب او يؤول الى نهايه حديه في العناصر الكيميائيه الثقيله . وانطلاقا من طبيعة العمليه في عدم التوقف عند حد ,وضرورة توسيع الحدود ... كان لا بد للعناصر البسيطه من فتح آفاق اوسع عن طريق اتحادها مع بعض , لتشكيل تفرع ذو افاق اكثر تعقيدا, تفوق حد الخط الرئيسي . فالتفرع من التركيب النووي الى كيميائي اوجد السلاسل الهيدروكروبنيه كما اوجد الماء ... وقس على ذلك حتى انبثق تركيب عضوي حيوي نشهد اكثر تعقيداته التركيبيه في الانسان . ولا اقصد بذلك الناحية البيولوجيه وانما انبثاق التفكير .
نتيجه : من الممكن لتركيبات اقل تعقيدا من تركيب اكثر تعقيدا في نفس الخط , ان تتحد مع بعضها البعض لتشكل بداية لخط تصاعدي اخر يكون سببا في انبثاق تراكيب تقوم بتخطي حد التناقض في الخط الاساسي الذي تنبثق منه .ببساطه , في المجتمع , معنى ذلك ان مجتمعات اقل تطورا من الناحيه الحضارية , يمكن لها ان تتحد في تركيبه جديدة تؤدي الى انبثاق حضاره تفوق في تشكيلتها حضارة المهيمن الاني!! ومثال اخر -هو الحياة.
تقول معارفنا في الوقت الحاضر بان الحياة على كوكب الارض بدات بتركيبات بسيطه , تسمى وحيدة الخليه , مثل الاميبيا والكلاميدوموناس , وهي تتكاثر بواسطة ما يسمى بالانقسام المباشر الذي يختلف عن الانقسام ال غير مباشر في تركيبات اعلى او الانقسام الاختزالي الذي يحدث في الانسان .وفي هذا المقام يتم التركيز على الاشنات - ومثالها , الطحالب الحمراء التي يمكن مشاهدتها على الصخور -ويعتقد ان الاشنات هذه قد غطت سطح الارض بالكامل في مرحله لاحقه من تكون الاخيره .وحياة هذه الاشنات تقوم على امتصاص ثاني اكسيد الكربون الذي تواجد في جو الارض بنسبة طاغيه واطلاق الاوكسجين , وبقيت العمليه مستمره حتى استطاعت هذه الاشنات من الوصول بالاوكسجين الى نسبة 8% في الغلاف الجوي , وهذه النسبه كانت تمثل افضل الظروف المؤاتيه لحياة الاشنات , ومع ذلك استمرت في نفس العمل والذي ادى الى زيادة نسبه الاوكسجين الى 22 % مما عنى تضييق الخناق على الاشنات نفسها ولكنه هيأ الحياة لنشوء تركيبات اعلى - اي اكثر تعقيدااليس ذلك (زحف) مستمر نحو زيادة تعقيد التركيب ؟ او اذا شئت تكشف متزايد لعكس الانتروبي !هذا يشير الى مبدا الحركه البندوليه واللتي تبدا من نهاية الطور الذي تصل اليه في محاوله دائبه لزيادة او توسيع حدود التناقض السالفه !
مرة اخرى , عودة الى المطلق ,وهل يمكن ادراكه بعد تعقله؟باعتقادي اننا نحاول اخضاع مفهوم المطلق الى قواعد التفكير اللتي اوجدته , في محاوله لتطبيق تلك البديهيات السالفه على حد التناقض او حتى محاولة اجتيازه !خذ مثلا مفهوم (الفوق و التحت) بالنسبة لقاطني كرتنا الارضيه ,وهل يعني هذا المفهوم شيئا لذات مفكرة في اعماق الكون , بالتاكيد ...لا ..لان نقطة الارتكاز قد تغيرت !
اذا استطعنا ان ندرك ذلك التغير في الوجود الفعلي وتوصلنا الى عدم معقوليته , فكيف لنا ان نمد مفعول تلك البديهيات العقليه الى الوجود الحقيقي للمطلق (اي في العقل البشري ونصر على ذلك)باعتقادي , ان المهم هو العلاقه بينهما - اي بين الجزئي , الانسان , والمطلق او الله - فهي تخضع في النهايه الى مبدآ جذب الخواء ضمن حدود التناقض , وهذا المبدا يحتم على العقل الاتجاه نحو ملئ الفراغ واثناء قيامه بهذه المهمه يصطدم باستمرار في تحويل الوجود الحقيقي لمفهوم المطلق الى وجود فعلي , وبما ان المهمه مستحيله , نرى العقل يستعين بالتوسط عن طريق كينونات حقيقيه(عقليه) ولكنها ليست فعليه .
هل للعقل حق في ذلك ؟ ... الجواب .. نعم ولكن التصور الذي يقدمه في مثل هذه الحاله هو ابعد ما يكون عن حقيقة انعكاس الاخر في الذات المفكره والذي في البدء زود العقل بمادته !!والخلاصه , ان العقل في محاولاته المستمره لتقديم تفصيل جزئي وممل لنقل المطلق من دائرة التحقق الى دائرة الوجود , ما هم الا عبث منطقي من وجهة نظر التفكير وان تمخض عن نتائج في مجال الوجود الفعلي نرى بعض تاثيراتها السلبيه والتي لا بد ان تنحسر في يوم قريب