29‏/3‏/2008

مقتطفات بلا عنوان 2

1- احدى مآزق التفكير الديني-
يرى بعض الزملاء المتدينين (والمسيحيين بشكل خاص) ان الاله في كليته ليس الا الخير!( او ان شئت المحبه) اي باختصار يناون به عن اي جانب شراني , رغم ان تعريفه في الديانات (السماويه) الاخرى يكون عرضه للطعن في صفات كثيره وخاصه في الدين اليهوديز
-يقول المتدينيين بان الله " ما شافوه (اي لم يشاهدوه) ولكنهم بالعقل عرفوه "معنى هذا الحديث ان الله لم ينعكس الى الوعي الانساني من الاخر لا ككيان ولا كحركه(كينونة او صيرورة) وهذا صحيح .الاله في التفكير الديني هو تجريد منطقي في العقل البشري , حتى انني استطيع القول بانه الحد الاعلى للتجريد او كلية الكليات . لذلك فان تعريفه هو المطلق , الكلي , الازلي ...الخ الذي ينتج بطريقة صريحة من توحيد ودمج كلية الوجود مع كلية العدم ورفغعهما الى مستوى تجريدي اعلى .
وكما اسلفت يكون تعريفه كمطلق كلي , فهل يمكن ان يحتوي على الخير فقط ؟ الا يشكل ذلك انتقاصا من كلية الكلي ؟
وحتى يتسق التفكير الديني مع ذاته فانه يلجا الى نفي احد اطراف التضاد واقصد بذلك الجانب السلبي .......واليكم الامثله !
يقولون ...هناك طرف من اطراف التناقض يكون له وجود فعلي , مثلا , النور ... وانتفاؤه ليس الا النقيض وهذه من ضروريات التفكير , اي ان يكون حد التناقض الايجابي موجود وسلبه هو الحد الافتراضي الذي يلزم الوعي حتى يستطيع ان يتعقل !الجواب .... موافق ...يقولون ايضا بان الاله كله خير ,ولا يوجد شر ابدا , اي ان الشر هو انتفاء الخير .... طبعا .. غير موافق ... ولكن معليش اوكي يا سيدي !اي باختصار عندنا كليه حقيقيه لها وجود فعلي وانتفاؤها هو فرضيه عقليه من اجل تمكين العقل من التمييز !
هنا يتطابق الزملاء الدينيين مع الوجوديين دون ان يدروا !
الوجوديه , برايي, ترى ان اقصى انواع التجريد الحقيقي والفعلي هو الوجود ! والعدم هو فرضيه منطقيه لا يجب اعطاؤها اهتمام كبير لانها وفقط ضروره منطقيه اما دمج كلية الوجود بالعدم في كلية اكثر تجريدا ( المطلق , الكلي , الازلي - الاله) فليس الا نوع من العبث المنطقي ,وما اردت ان اقوله لزملائنا المتدينيين انهم امام خيارين احلاهما مر !
- اما اشتمال المطلق على كل شيء - وهنا يفقده رتبته من وجهة نظر الاخلاق - كما هو الحال في الدين اليهودي - او ان يكون احادي القطب , وبذلك ينزل الى مرتبة الوجود ويفقد رتبته التجريديه العليا من وجهة نظر الفلسفه .. كما هو الحال في الدين المسيحي اما ما هو بين هذا وذاك فاتركه لتفكيركم !

ليست هناك تعليقات: