29‏/3‏/2008

اقتباس ورد

ديني
اقتباس:لقد عرف كورنو الصدفة " الموضوعية " بكونها التقاء بين سلاسل مستقلة من الأسباب . وهذا التعريف هو الذي استعمله زميلنا المفضال وَمثل له بحادث التسونامي ثم انزوى بعد ذلك - و كغالبية الزملاء العلمانيين- إلى تذكيرنا بكون الفكر الديني - طبعا كما َيتصوُرهُ و يُصَورُه لنا - عاجز و غير قادر على استيعاب كون هذا الإلتقاء يخرم مفهوم الضرورة ...جميل جدا ...يبدو تعريف "الصدفة الموضوعية " هذا جذابا بل و قد يقنع البعض ممن قَلت( بتشديد الفتحة على اللام ) خبرتهم و درايتهم بخفايا الإتساق المنطقي أو البعض الآخر ممن دفعه الاستعجال الفكراني ( = الإيديولوجي) إلى تبنيه دون نقد أو مراجعة . مصاباً - في ذلك - بما يسمى " العمى الإيديولوجي " الذي جعل أناسا من قيمة جاك مونو مثلا يستعملونه دون التنبه لمسلماته الميتافيزيقية أو تهافته المنطقي ...لكن هذه الجاذبية تخفي في حقيقة الأمر إشكالات عويصة و مغالطات فجة تقدح في مفهوم " الإستقلال" الذي يؤسس هذا التعريف . وهاكم الملاحظات : لقد وقع هذا التعريف القائم على مفهوم " الإستقلال بين السلاسل السببية " في مغالطة يصطلح المناطقة على تسميتها بمغالطة التعميم الفاسد وتقوم هذه المغالطة في استنتاج قضية تُعمم بشكل مخل المعطيات الأولية التي انطلق منها المستدل .فكورنو في تعريفه ينطلق من افتراض أن وجود نسقين مستقلين يلزم عنه أن الإلتقاء يجري اتفاقا . لكنه كلام مردود فلا وجود قط لدليل ينفي أن يكون الالتقاء مبرمجا ! إلا إذا حصرنا الوجود في ما أدركناه منه وهذا بالغ الفساد كما لا يخفى .
علماني (انا)
شكرا على المقدمه والسرد لمقدمات البحث التي اوردتها غير ان المهم في الامر هو ان زبدة الحديث تؤول الى الاستناد على ان المعرفه المتحققه ليست مطلقه ولذلك فان هناك متغيرات خفيه لم نستطع ان ناخذها بالحسبان او بكلمات اخرى تريد ان تضيف للمعرفه المتحققه مجالها غير المتحقق - الممكن او ما هو خارج المعرفه لتضع الجميع في سله واحده وتطبق عليها اسس المنطق المعروف.
الا تجد يا زميلي الفاضل بانك تنزلق الى احتواء المجهول ( المتغيرات الخفيه ) مع المعلوم ثم تعود الى محاكمه المنظومه الناتجه والتي لا تنطوي تحت اي صرامه منطقيه بواسطة قوانين المنطق الصارم .ثم لا يكتفي الزميل بذلك بل يذهب في تعميمه التجريدي ليشمل سلسله الاسباب او العلل الى ال لانهايه - اي الى الذات العليا كما يتصور, وهو بهذه الطريقه يريد ان يصادر على المطلوب بعكس ما يدعي . فالمعرفه المطلقه هي فكره في الذات العارفه وليست واقعا فعليا متحققا وعليه فان اشتمال الطرح على كل ما يخرج عن نطاق المعرفه المتحققه للذات العاقله واسباغ مفهوم المتغيرات الخفيه الضمني عليه ليس الا مصادره على المطلوب.
ديني
اقتباس:
فاعلم أيها الزميل الفاضل أن التقاء شخصين لا يعرفان بعضهما البعض ( استقلال ) - لنسمهما عمر و زيد - في محاضرة للدكتور قيس , لا ينفي قط قابلية التوقع , وإن بقيت هذه القابلية على مستوى الإمكان النظري
.
علماني(انا)
اي بكلمات اخرى , فان الزميل الكريم يعود مرة اخرى الى دمج ما يعتقده من متغيرات خفيه في العمليه المعرفيه ويمتد في تسلسل السببيه الى مالانهايه ثم يقول ان الذات المفكره بمعرفتها المتحدده ( في الزمان والمكان) لا تستطيع ان تصل الى المعرفه المطلقه لنفي المتغيرات الخفيه - بما انها خفيه- وعليه يكون هناك دائما غايه لاي حدث جزئي بعد رده الى دائره جمع الفيزياء مع الميتافيزيقا وهذه الغايه قد تكون نظريه فقط لها وجود ممكن وليس وجود فعلي ...!
ديني
اقتباس:
فرغم استقلال السلسلتين ( الشخصين ) فقد يجوز أن نتصوراشتراكهما مثلا في حب الدكتور و رغبتهما في النهل من معارفه مما يجعل التقاء السلسلتين - رغم استقلال الواحدة عن الأخرى - قابل للتوقع نظريا وعلى مستوى الإمكان .
علماني(انا)
واسمح لي ان اعيد صياغة عبارتك السابقه الزميل (ديني) بقول" فرغم استقلال السلسلتين , فيمكننا ان نضيف اليهما وجود المتغيرات الخفيه والسلسله ال لانهائيه للعلل ولو في منظومات اعلى مستوى بحيث تجعل كلها مجتمعه من التقاء السلسلتين امرا غائيا !!!!
ديني
اقتباس:
وعليه فجهلنا بنمط أو نسق أو مستوى الإلتقاء لا يكون قط دليلا على انعدامه , فغاية الإتفاق ( غياب الضرورة ظاهريا ) أن يكون جهلا بالأنماط و الأنساق التي تشترك فيها و بها السلاسل السببية . و من ثم لزم أن التعريف الذي يستنتج الإتفاق من الإستقلال هو تعريف واقع لا محالة في مغالطة التعميم الفاسد . كما لزم أيضا بطلان الصفة الأونطولوجية لهذا الإتفاق .
لسان حال الزميل(ديني) يقول: ان محدوديه معرفتنا تستلزم وجود مجهول وجهلنا للمجهول هو الذي يؤدي بنا الى عدم معرفة المتغيرات الخفيه - لانها خفيه ... ولذلك فمعرفتنا المحدوده بهذه المتغيرات لا تنفي وجود الغايه لنسق او مستوى وجودي اخر - كما يسميه الزميل(ديني) تعبيرا عن الاله- ولذلك فما دامت معارفنا لا تحيط بالمعرفه المطلقه فهي تعميم فاسد ( لانها لا تحيط بدائره الخفي) ومادامت كذلك فان الغايه ( الالهيه) يجب ان تكون مفترضه ولا داعي لاثبات ذلك !!
اقتباس:
لو تفحصنا مفهوم "استقلال السلاسل السببية" لوجدناه متناقضا منطقيا إذ لا نستطيع تقرير استقلال النسق " با " عن النسق " سا " إلا إذا قارنا النسقين في نسق أعلى للتدليل على الاستقلال , لكن انتمائهما إلى نفس النسق الأعلى ينفي طرا هذا الإستقلال . فلا محيد للمعرف (بتشديد الكسرة تحت الراء) إذن عن أمرين لا ثالث لهما : فإما التوقف عن المقارنة في النسق الأعلى وذاك هو التحكم في نسبة الاستقلال للسلاسل دون أي دليل ( وهو مطلبنا الأول و قد ثبت ) . وإما مباشرة المقارنة في النسق الأعلى ابتغاءا للتدليل على الإستقلال مما يلزم عنه اشتراك في نسق واحد وذاك هو التناقض ( وهو مطلبنا الثاني و قد ثبت )..
.
علماني(انا)
هنا يريد الزميل(ديني)ان يقول لنا " انك اذا ما نفثت دخان سيجارتك او غليونك ان كنت مدخنا فسوف تغير موضع مجرة المراه المسلسله او حتى وضعية الوجود ككل !!!وبكلمات اخرى- فان استقلاليه السلاسل السبيه في الزمان والمكان ناقص لان ارتباطها في دائرة الوجود ... ارتباط كلي وعليه اما ان تاخذ بالارتباط المطلق للسلاسل السببيه ( في النسق الاعلى) لترى الغايه الالهيه لانها مرتبطه بعلاقات وجوديه واما ان لا تفعل ذلك فيكون حكما ناقصا لانه نسبي وليس مطلقا وهذا يذكرني بالقول - احضر لي عصا لا هي مستقيمه ولا هي معوجه ( مع تشديد على الجيم)... وان لم تفلح في ذلك فهذه ممكنه في مستوى وجودي عاقل علوي - اي عند الاله !!
ديني
اقتباس:
لا حظ معي أيها الزميل الكريم أن فهمنا لمفهوم الاستقلال يستلزم فهما مسبقا للصدفة (الإتفاق) . وهذه الصدفة ( الإتفاق) بدورها تستلزم مفهوم الاستقلال . فالنسق " با " يعد مستقلا عن النسق " سا " متى انعدم أي عنصر في النسق " با" يمكن أن يفيد في توقع النسق " سا " و كذلك العكس . وهذا هو عين الصدفة التي يبغي كورنو تعريفها !! مما يوقع تعريفه في مصادرة مشينة على المطلوب إذ لا يعلم - كما قلنا - ما الاستقلال إلا إذا علمت الصدفة و لا تعلم الصدفة إلا إذا علم الاستقلال . وهذا هو الدور الفاسد الذي لم يتنبه له من جعلوا من هذه الأغلوطات الواضحة ذريعةً لتقرير" وجودية الصدفة " . و قد بينت أنه دون إثباتها خرط القتاد أيها العزيز .
علماني(انا)
مقام الزميل الكريم هنا ان يطالبك بالمستحيل ليقدم لك الممكن وليس الفعلي او المتحقق !!فمهوم الاستقلال هو الخروج عن دائرة كلية الوجود لان اي نسق وجودي بالمنطق المطلق هو مرتبط وجوديا مع اي نسق اخر!!ولذلك يخلص الزميل الى القول انه عند هذا المستوى لا يضير اضافة متغيرات خفيه لانساق في مستوى وجودي ادنى حتى تبلغ النسق الاعلى المطلق وهنا لا توجد الا علاقة الارتبط الوجوديه وهذا يعني انه لا توجد استقلاليه ولا صدفه وانما غايه ناتجه عن علاقات الارتباط التي يتحكم بها الاله والذي يكسب المتغيرات الخفيه وجودها الحقيقي الفعلي رغم انها- وسوف تبقى- خفيه !!!
ديني
اقتباس:
قد يكفيني في رد هذه الشبهة الواهية أن أذكر لكم الحديث النبوي التالي :
اقتباس:
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة
وهنا اريد ان اسال الزميل الكريم ان كان اتفاق مصادفه موت ابن الرسول الكريم ( ابراهيم)مع كسوف الشمس صدفه ام غايه الهيه؟
ديني
اقتباس:
فمهما خمنت حول تفسير بعض الأحداث يظل التخمين نسبيا لا يمكن أن يخرج عن تاريخيته لكي يدعي وهم مطابقة واقع التقديرالإلهي في ذاته . و لا يصار ( بضم الياء ) إلى القول بهذه المطابقة ( جزئيا و في واقعة معينة ) إلا بدليل حي - كلام صريح للنبي - يصف فيه الواقعة العينية - مباشرة !! - بكونها حققت الغرض كذا أو كذا تقديرا من الله عز و جل .
وهي دعوه من الزميل الكريم لمعارضة المعرفه المتحصله من البشر بمعرفه افتراضيه لها صورة مطلقه وما دامت معرفة البشر ليست مطلقه ... فاعطو حيزا للمعرفه الاهم - الالهيه- رغم ان من ينقلها لنا هو بشري ولكن يكفي ادعاء مصدره القطعي !!!
ديني
اقتباس:
و لا يخفى أن النبي لم يعد بين ظهرانينا . حيث بموته ختمت النبوة فانقطع كل إمكان للبت في هذه التخمينات حول الأحداث و نسبة القصود المتصورة لله عز وجل . وعليه فزجر النبي لهذا الربط الخرافي بين الأحداث ينقض شبهة (العلماني). أما ختم النبوة فهو مفهوم يعيد للعقل تاريخيته و استقلاله . فلا مجال للشعوذة و الخرافة متى أبطلنا وهم المطابقة . وكل كلام في وصف الوقائع يقول أن الحادثة الفلانية كان القصد الإلهي من ورائها كذا و كذا... لا يتحمل مسؤليته ( وسخافته ؟ ) إلا قائله .
اترك للزملاء الحكم على المعرفه القطعيه النبويه
لا تعليق

ليست هناك تعليقات: